للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: إن أولاد تُتُش اقتسموا البلاد، فكانت حلب وما يليها لرضوان، ودمشق وميَّافارقين لدُقاق، وانكفأ يغي شعبان إِلَى أنطاكية.

رزق الله بن عبد الوهَّاب (١)

ابن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أُكينة بن إبراهيم بن عبد الله، ويقال: أُكينة هو إبراهيم، وعبد الله بن إبراهيم كان اسمُه عبد اللات، فسمَّاه رسول الله : عبد الله، وعلَّمه، وأرسله إِلَى اليمامة والبحرين ليعلِّمهم أمر دينهم، ودعا له، فقال رسول الله : "نزعَ اللهُ من صدرِك وصدرِ ولدك الغِشَّ والغِل إِلَى يوم القيامة" (٢).

وكنيةُ رزق الله أبو محمَّد التَّمِيمِيّ الحنبلي، ولد سنة إحدى وأربع مئة، وقيل: سنة أربع مئة، وقرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي بالروايات، وسمع الأحاديث، وتفقَّه على أبي علي بن أبي موسى الهاشمي، وشهد عند القاضي أبي عبد الله الحسن بن عليّ بن ماكولا قاضي القضاة، فلمَّا ولي بعده قاضي القضاة أبو عبد الله الدامَغاني ترك الشهادة ترفُّعًا أن يشهد عنده، فجاء قاضي القضاة إليه مستدعيًا لمودَّته وشهادته عنده، فلم يشهد، وكان التَّمِيمِيّ قد جمع بين الفقه والقرآن والحديث والأدب والوعظ وحُسْنِ الصورة، فوقع له القبول التامُّ عند الخاصِّ والعامِّ، وجعله الخليفةُ رسولًا إِلَى السلطان فِي مهام الدولة، وهو الذي بعثه فأحضر عميدَ الدولة ابنَ جَهير من ميَّافارقين يستوزره، وكان له حلقةٌ فِي الفقه والحديث والفتوى والوعظ بجامع المنصور، فلما انتقل إِلَى باب المراتب كانت له حلقة بجامع القصر، وكان يقصُّ فِي رجب وشعبان ويوم عرفة وعاشوراء عند قبر الإِمام أَحْمد ، ومن شعره: [من الطَّويل]

أفِقْ يا فؤادي مِنْ غرامِكَ واستَمِعْ … مقالةَ محزونٍ عليكَ شفيقِ

علِقْتَ فتاةً قلبُها مُتعلِّقٌ … بغيرِكَ فاستوثقتَ غيرَ وثيقِ

فأصبحْتَ موثوقًا وراحَتْ طليقةً … فكَمْ بينَ موثوقٍ وبينَ طَليقِ


(١) المنتظم ١٧/ ١٩ - ٢١.
(٢) لم أقف على من أخرجه، لكن ذكره ابن رجب فِي ذيل طبقات الحنابلة ١/ ٨٣.