للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولَرُبَّما ابتسم الكريمُ من الأذى … وفؤادُهُ من حَرِّهِ يَتاوَّهُ

محمد بن صالح (١)

ابن سعد، أبو عبد الله، الأندلسي، الفقيه، المالكي، سمع بالشام ومصر والجزيرة وبغداد، ثم أقام ببخارى، ومات بها في رجب، وكان فاضلًا، ثقةً. ومن شعره: [من الكامل]

ودَّعْتُ قلبي ساعةَ التَّوديعِ … وأطعْتُ قلبيَ وَهْوَ غيرُ مُطيعِ

إنْ لَمْ أُشَيِّعْهُمْ فقد شيَّعتُهمْ … بمُشيِّعَينِ حُشاشتي ودُموعي

نصر بن محمد (٢)

ابن أحمد بن يعقوب، أبو الفضل، الطُّوسي، العطَّار، الصُّوفي، أحد أركان الحديث بخُراسان، مع ما يرجع إليه من الدِّين والزُّهد والسَّخاء والعِفَّة والعصبية لأهل السُّنَّة بخُراسان، وقد سافر إلى العراق ومصر والشام والحجاز، وجمع من الحديث ما لم يَجمَعه أحدٌ، وصنَّفَ الكُتبَ، ومات وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وأما علوم الصُّوفية وأخبارهم وملاقاتُه للشيوخ فإنه لم يُخلِّفْ بخراسان مثلَه في ذلك، وسمع خلقًا كثيرًا، وروى عنه الحاكم وجمٌّ غفير، وأخرج له الحاكم حديثًا عن عبد الله بن عمرو قال: خرج رسول الله وهو معصوبُ الرأسِ، فحمِدَ الله وأثنى عليه، وقال: "أيُّها الناس، ما هذه الكتبُ التي تكتبون؟ أكِتابٌ مع كتاب الله؟ يوشِكُ أن يغضبَ اللهُ لكتابِه فلا يدعَ في رِقٍّ ولا في يد أحد منه شيئًا إلا أذهَبَه" قالوا: يا رسول الله، فكيفَ بالمؤمنين والمؤمنات يومئذٍ؟ قال: "مَنْ أراد اللهُ به خيرًا أبقى في قلبه لا إله إلا الله" (٣).


(١) تاريخ دمشق ٥٣/ ٢٧١ - ٢٧٢.
(٢) تاريخ دمشق ٦٢/ ٤٣ - ٤٥.
(٣) لم أقف عليه في مصنفات الحاكم، وإنما أخرجه الطبراني في الأوسط (٣٥١٠).