للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان اسمُها بَرَّة، فسمَّاها رسولُ الله زينب، وقال: "لا تُزَكُّوا أنفسكم، والله أعلم بأهل البِرّ منكم".

روت زينب عن أمِّها، وروى عنها عروة، وهو أخوها من الرِّضاع، وتوفّيت في أيام طارق بالمدينة (١).

أسندت أمُّ سلمة الحديث عن رسول الله ؛ قال ابن البرقي: أسندَتْ ثلاث مئة وثمانية وسبعين حديثًا (٢).

[السنة الثالثة والستون]

فيها أخرجَ أهلُ المدينة عثمان بنَ محمد بن أبي سفيان عاملَ يزيد من المدينة ومن كان بها من بني أمية.

قال أبو مِخْنَف: لما بايع أهلُ المدينة عبدَ الله بن حنظلة الغسيل على خلع يزيد؛ وثبوا على عامله، وعلي بني أمية ومواليهم، ومن يرى رأيهم من قريش، وكانوا نحوًا من ألف رجل، فأخرجوهم فنزلوا دار مروان بن الحكم، وحاصروهم فيها حصارًا ضعيفًا.

وكان مروان يدبّر أمرهم (٣)، وكان عثمان بن محمد غلامًا حَدَثًا ليس له رأي، وكان عمرو بن عثمان متفقًا مع مروان على تدبير الأمور، فكتبوا إلى يزيد بن معاوية مع حبيب بن كُرَّة يخبرونه بأنَّهم قد حُصروا، وكان عبد الملك معهم، فشرطوا على حبيب أن يسير في اثنتي عشرة ليلة، ويعود في مثلها.

قال حبيب: وخرج معي عبد الملك بن مروان، فقال: بعد أربع وعشرين ليلةً تجدني في هذا المكان جالسًا أنتظرُك في مثل هذا الوقت.

وكان في الكتاب:


(١) طبقات ابن سعد ١٠/ ٤٢٨. وطارق: هو ابنُ عَمرو مولى عثمان بن عفَّان، وليَ المدينةَ لعبد الملك بن مروان خمسة أشهر سنة ثلاث وسبعين. ينظر "تاريخ دمشق" ٨/ ٤٨٨ (مصورة دار البشير).
(٢) تلقيح فهوم أهل الأثر ص ٣٦٤.
(٣) في (ب) و (خ): وكان مروان بن بدر أميرهم! والمثبت من "تاريخ الطبري" ٥/ ٤٨٢.