للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السَّنة الخامسةُ والثمانونَ بعد المئة

فيها خرج حمزةُ الشاري بخُراسان، فعاث بنواحي باذَغِيس، فخرج إليه عليُّ بن عيسى بنِ ماهان (١)، فقتل من أَصحابه خلقًا كثيرًا، فانهزم حمزةُ حتَّى بلغ كابُل وزابُلِستان.

وقد ذكرنا أنَّ أبا الخصيبِ طلب الأمانَ من عليِّ بن عيسى، فأمَّنه، وأنَّه غَدَر في هذه السَّنة، وغلب على طُوسَ ونَيسابورَ ونازل مَرْوَ وأَحدق بها، فخرج إليه عليُّ بن عيسى فهزمه إلى سَرْخَس.

وفيها خرج الرشيدُ إلى الرقَّة على طريق المَوْصلِ والجزيرة، وحجَّ بالنَّاس منصورُ بن المهديّ، وكان يَحْيَى بنُ خالد قد استأذن الرشيدَ في العُمرة، فخرج في شعبان، فأقام بمكَّةَ واعتمر في رمضان، وخرج إلى جُدَّة، فأَقام بها على نيَّة الرِّباط إلى زمن الحجِّ، فحجَّ وعاد إلى العراق، ووقعت في المسجد الحرامِ صاعقةٌ فقتلت رجلَين.

فصل وفيها توفي

عبدُ الصَّمَد بن عليِّ

ابن عبدِ الله بن عباس، أبو محمَّد الهاشمي (٢).

ولد بالحُمَيمة سنةَ خمسٍ أو ستٍّ ومئة (٣). وأمُّه أمُّ ولد، ويقال: أمُّه كَثيرة التي شبَّب بها عُبيد الله بن قيس الرُّقَيات فقال: [من المنسرح]

عادَ له من كثيرةَ الطَّربُ … فعينُهُ بالدُّموع تَنسكبُ

كوفيّةٌ نازحٌ مَحَلَّتُها … لا أَمَمٌ دارُها ولا صَقَب (٤)


(١) كذا، والذي في المصادر أن الذي خرج إليه عيسى بن علي بن عيسى، انظر تاريخ الطبري ٨/ ٢٧٣، والمنتظم ٩/ ١٠٣، والكامل ٨/ ١٦٣، وتاريخ الإسلام ٤/ ٧٨٢، والبداية والنهاية ١٣/ ٦٣٠.
(٢) تاريخ بغداد ١٢/ ٣٠٠، تاريخ دمشق ٤٢/ ٢٧٣، المنتظم ٩/ ١٠٤، السير ٩/ ١٢٩، تاريخ الإسلام ٤/ ٩١١.
(٣) أو أربع ومئة، كما هو الأشهر.
(٤) الأمم والصقب: القرب، وانظر تاريخ بغداد ١٢/ ٣٠٣، وعنه تاريخ دمشق ٤٢/ ٢٨٦، والديوان ص ١ - ٢.