للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: هي غيرُ هذه.

وولي إِمرةَ دمشقَ والموسمِ والمدينةِ والبصرةِ لأبي جعفرٍ والرشيد، وكان أَقعدَ الهاشميين في النَّسب. وكان فيه خِلالٌ لم تجتمع في غيره:

منها: أنَّ يزيدَ بن معاويةَ حجَّ بالنَّاس سنةَ خمسين، وحجَّ عبدُ الصَّمد سنةَ خمسين ومئة، بينهما مئةُ سنة، وهما في القُعْدُد إلى عبد منافٍ (١) سواء؛ لأنَّ عبدَ الصَّمد بنُ عليِّ بن عبد اللهِ بن عباس بن عبد المطَّلب بن هاشمِ بن عبد مناف.

ومنها: أنَّه أَدرك أبا العباسِ وهو ابنُ أخيه (٢)، ثم أدرك المهديَّ وهو عمُّ أبيه، ثم أدرك الهاديَ وهو عمُّ جده، ثم أدرك الرشيدَ وهو عمُّ جدِّه.

ومنها أنَّه قال للرشيد: يا أميرَ المؤمنين، هذا مجلسٌ فيه أميرُ المؤمنين [وعمُّ أميرِ المؤمنين (٣)] وعمُّ عمِّه وعمُّ عمِّ عمِّه؛ وذلك لأنَّ سليمانَ بن أبي جعفرٍ عمُّ الرشيد، والعباسَ بن محمَّد عمُّ سليمان، وعبد الصَّمد عمُّ العباس.

ومنها: أنَّه استخرج عمَّه حمزةَ عامَ السَّيل، ووضع رأسَه في حِجْره، ووضع عليه أكفانًا وَأَعاده إلى حُفْرَته.

ومنها: أنَّه مات وليس على وجه الأرضِ عباسيةٌ من بيت الخلافةِ إلَّا وهو مَحْرَمٌ لها.

ومنها: أنَّه كان هائلَ الخِلْقَة، عظيمَ الجُثَّة، كانت يداه ذراعًا، وأسنانُه وأضراسُه قطعةً واحدة، دخل القبرَ ولم يُثْغَر له سنٌّ قط، بل أُدخل القبرَ بأسنان الصِّبا.

ومنها: أنَّ ريشةً طارت إلى عينه فذهب بصرُه.

ومنها: أنَّه أعمى ابنُ أعمى ابنِ أعمى ابنِ أعمى ابنِ أعمى، خمسَ مرات؛ لأنَّه عمي هو وأبوه عليٌّ وجدُّه عبد الله والعباسُ وعبدُ المطلب.

وقال سيفُ بن محمَّد ابن أختِ سفيانَ الثوري: مرض خالي سفيانُ بمكَّة، فجاء عبدُ


(١) أي: في الانتساب إليه.
(٢) ثم أدرك أبا جعفر المنصور، وهو ابن أخيه. كذا في المصادر.
(٣) زيادة من تاريخ بغداد ١٢/ ٣٠٣، والمنتظم ٩/ ١٠٥.