للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مروان بن محمَّد بن مروان بن الحَكَم (١)

قد ذكرنا سيرتَه، فنذكُرُ مقتلَه، وما يتعلَّقُ به وقد ذكرنا هزيمتَه من الزَّاب إلى الفَرَمَا، وصالحُ بن علي في آثاره.

وقد رُويَ هزيمته على وجه آخر؛ قال مَخْلَد بن محمَّد مولى عثمان بن عفان رضوان الله عليه: كان مروان في عشرين ومئة ألف، فانهزم إلى حرَّان وبها أبان بن يزيد بن محمَّد بن مروان ابنُ أخيه، وكان عاملَه عليها، فأقام بها نيِّفًا وعشرين يومًا، فلما دنا منه عبدُ الله بنُ علي؛ أخَذَ أهلَه وعِياله، وقطع الفرات، وخلَّفَ أبانَ بنَ يزيد بها -وكان خَتَنَهُ على ابنته أمِّ عثمان بنت مروان، فلما نزل بها عبدُ الله؛ خرجَ إليه أبانُ فبايعَه، فأمَّنَه.

ومضى مروان إلى مصر، وتبعَه صالح بنُ عليّ، وعلى مقدِّمته أبو عون [و] (٢) عامرُ بنُ إسماعيل الحارثي، فلَقِيَتْهُم خيلُ مروان، فقتلوهم وأسروا منهي رجلًا، فسألوه عن مروان، فطلبَ الأمانَ، فأمَّنوه، فقال: هو نازلٌ في كنيسة بُوصِير، فقصدُوه في الليل، وهربَ أصحابُه، وخرج إليهم، فأحاطوا به، فقتلُوه (٣).

وقال الهيثم: أدْخَلَ مروانُ حُرَمَهُ وأهلَه الكنيسة ببُوصِير، ولحقَه أبو عون، فخرج إليهم وقد لبس سلاحَه، وركبَ جوادَه، وكشفَ رأسَه، ونادى: أنا مروان، قد كانت لله علينا حقوقٌ ضَيَّعْناها، ولم نَقُمْ بما يلزمُنا منها، فانتقم الله منَا، وما هي من الظالمين ببعيد. ثم حمل عليهم، فقَتَلَ منهم جماعة، وتكاثرُوا عليه، فقتلوه.

وقيل: طعنه رجل من أهل البصرة ولم يعرفه، فصُرع، فصاح رجلٌ: قُتل أميرُ المؤمنين. وابتدرُوه، فسبق رجلٌ من أهل الكوفة كان يبيع الرُّمَّان، فاحتز رأسَه، وبعثَ


(١) كذا نسبه ابن عساكر ٦٧/ ٥، والذهبي في "تاريخ الإِسلام" ٣/ ٧٣٢. وجاء في "سير أعلام النبلاء" ٦/ ٧٤: مووان بن محمَّد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
(٢) ما بين حاصرتين زيادة ضرورية، واسم أبي عون عبد الملك بن يزيد، وسيرد ذِكْرُه آخر هذه الترجمة. وينظر "أنساب الأشراف" ٧/ ٦٥٥، و"تاريخ" الطبري ٧/ ٤٤٠.
(٣) في هذا الخبر اختصار شديد، وهو من أكثرَ من رواية وليس من رواية مخلد بن محمَّد وحدَه كما ذكر المختصِر، وقد سلف بعضُه، وأوَّله في "تاريخ" الطبري ٧/ ٤٣٧ - ٤٣٨، وآخره فيه ٧/ ٤٤٠ - ٤٤١.