للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرج له الخطيب (١) أثرًا عن زِرّ بن حُبَيش قال: قلتُ لأُبيِّ بن كعب: إنَّ ابن مسعود يقول: مَن يَقُم شهرَ رمضان يُدركْ ليلة القَدْر، فقال أُبيّ: يرحم الله ابن مسعود، لقد علم أنَّها ليلةُ سبعٍ وعشرين.

الحسن بنُ مَخْلد

ابنِ الجرَّاح، أبو محمد، الكاتب، الوزير (٢).

ولد سنة تسع ومئتين هو ومحمد بن عبد الله بن طاهر، وعُبيد الله بن يحيى بن خاقان، وأحمد بن إسرائيل، وكلُّهم وَلُوا الوزارة.

وكان ابن مَخْلَد يتولَّى ديوان الضياع للمتوكِّل، وقدم معه دمشق، ثمَّ بقي إلى زمان المعتمد، فاستوزره سنة ثلاثٍ وستين، ثمَّ عزله فيها سليمان بن وهب، واعتقله، وأخذ منه مئة ألف وعشرين ألف دينار، ثمَّ أطلقه، واستوزره في سنة أربعٍ وستِّين وقبض على سليمان، ثمَّ عزل الحسن وأعاد سليمان إلى الوزارة في ذي الحجَّة، فهرب ابن مخلد، ثمَّ ظهر في ربيع الأول سنة خمس وستين، فأُعيد إلى الوزارة في ربيع الأوَّل، ثمَّ سخط عليه المعتمد في شعبان، واستوزر أحمد بن صالح، فبعث أحمد بن طولون إليه فأشخصه إلى مصر، فلمَّا قدم عليه رأى منه ما لم يره من غيره من الفَهم والدِّراية بأمر الدُّنيا، فحظي عنده، وقال له: انظر في أعمالي، فنظر فيها، وضمن له زيادةَ ألف ألف دينار في كلِّ سنة؛ مع العدل في الرَّعيَّة، فخافه الكتاب فوشَوْا به إلى ابن طولون، وقالوا: هذا عينُ الموفَّق عليك، فحبسه، فقالوا: لا ينبغي أن يكون في جِوارك محبوسًا؛ فربَّما حَدَث به حادث فيُنسب إليك، فبعث به إلى عامله بأنطاكية، وأمره أن يعذِّبه، فعذَّبه في هذه السَّنة.

وكان شاعرًا جوادًا ممدَّحًا، مدحه البحتريُّ وغيره، ومن شعر الحسن وكتب به إلى أهله من مصر إلى بغداد: [من البسيط]

مَن للغريب البعيدِ النَّازحِ الوَطَنِ … مَنْ للأسير أسيرِ الهَمِّ والحَزَنِ


(١) في "تاريخه" ٥/ ٣٥٧ - ٣٥٨.
(٢) ترجمته في "تاريخ دمشق" ٤/ ٥٩٧ (مخطوط)، و"تاريخ الإسلام" ٦/ ٣١٧، و"الوافي بالوفيات" ١٢/ ٢٦٧.