للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جِسْر لهم يُقال له: دِجْلَة، ويفترقُ المسلمون ثلاثَ فِرَق؛ فأما فِرقَةٌ فيأخذونَ بأذناب الإبل ويلحقون بالبادية، فيهلكون، وأمَّا فِرقَةٌ فتأخذُ على أنفُسِها، فَكفرت، فهذه وتلك سواءٌ، وأما فِرقةٌ فيجعلون عِيالهم خَلْفَ ظهورهم يُقاتلون، فقَتْلاهم شهداء، ويفتح اللهُ على بقِيَّتِهم".

قلت: أخرج جدي هذا الحديثَ في "جامع المسانيد" ثم قال: حَشْرَج بن نُباتة وسعيد بن جُمْهان ضعيفان (١). وقَنْطوراء جارية كانت للخليل ولدت له أولادًا؛ منهم التُّركُ والصين.

وقال أحمد: حدَّثنا محمد بن بكر بإسناده عن زياد بن كُسَيْب العَدَويّ، عن أبي بَكْرة قال: سمعتُ رسولَ الله يقول: "مَنْ أكرمَ سلطانَ اللهِ في الدنيا [أكرمه اللهُ يومَ القيامة، ومَنْ أهانَ سلطانَ اللهِ في الدنيا] (٢) أهانه اللهُ تعالى يوم القيامة".

السنةُ الثانيةُ والخمسون

وفيها كتب معاويةُ إلى زياد: أمَّا بعد، فإنَّ حولك جُمهورَ ربيعةَ ومُضَرَ واليمن، فأما مُضَر فأوْلهِم الأعمال، واحْمِلْ بَعْضَهم على رِقاب بعض، وأما ربيعةُ؛ فأَكرِم أَشْرافَهم، فإن أتباعهم لهم منقادون (٣) وأما اليمنُ فأكْرِمهم في العلانية، وتجافَ عنهم في السِّرِّ.

وفيها غزا سفيان بنُ عوف الروم، وشَتا بها، ومات هناك. ولما احتُضِرَ استخلف عبدَ الله بنَ مسعدة الفَزاري.

ويُقال: إن الذي شتا بأرض الروم بُسْر بن أبي أرطاة.

قال المصنّفُ : والأصحُّ أن يزيدَ بنَ معاوية غزا القُسْطَنْطِينيَّة في هذه السنة، وكان في جيشه أبو أيوب الأنصاري ومات في هذه الغَزَاة لما نَذْكُرُ في ترجمة الأبواب.


(١) الكلام في ضعفهما ليس على إطلاقه، فقد وثقهما أئمة، لكن نقل ابن أبي حاتم عن أبيه قوله في هذا الحديث: حديث منكر. علل الحديث ٤/ ١٠٣ (٢٧٦٤).
(٢) ما بين حاصرتين من (ب) وسقط من (خ)، والحديث في "مسند" أحمد (٢٠٤٩٥).
(٣) في النسختين (ب) و (خ): معادن، والمثبت من "أنساب الأشراف" ٤/ ٢٢.