للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان ابنُ القزويني أبو الحسن يُثني عليه ويقول: عبر الدِّينَوري قنطرةً، وخلَّفَ مَنْ بعده وراءه.

[وحكى الخطيب أن أبا] الوفاء الواعظ حُمِلَ إلى الدِّينَوري وقد رمدت عينه، وكان الرمد يعتريها كثيرًا، فأدخل خِنصرَه فيها ومسحَ عليها. [قال أبوالوفاء]: فأقمتُ ستين سنة لم أرمد.

تُوفِّي الدِّينَوري في شعبان، وكان يسكن شرقيَّ بغداد، واحتفل الناس بجنازته، وصُلِّي عليه بجامع الرُّصافة، ثم عبروا به إلى جامع المنصور فَصُلِّي عليه، [واجتمع في جنازته] خلقٌ كثير، وحُمِلَ إلى مقابر الإمام أحمد -رحمةُ الله عليه- فدُفِنَ بها.

[السنة الحادية والثلاثون وأربع مئة]

فيها نهبتِ العرب نهرَ الملك وضِياع بغداد، وساقوا المواشي، وحملوا الأقوات، وأحرقوا عِدَّة قرى ودواليبَ، وخرقوا الهيبة، وسببُه قِرْواش، فإنه جرَّأهم على ذلك وأمرهم به، فغاظ ذلك جلال الدولة، وعزم على قصده، وكان الثلثُ من مَغَلِّ العراق قد جعله جلالُ الدولة لقِرْواش، فقطعه عنه، وجهز أبا الوفاء القائد وخلع عليه، وبعث معه العسكَر وأبا الفتح ابن وَرَّام، فنزل السندية سادس صفر، ولليلةٍ بقيت منه يوم الأحد كان في دار المملكة إملاكان في أحدهما لأبي علي فناخسره بن جلال الدولة على جهان بابويه بنت أبي كاليجار، والثاني لأبي نصر فيروز بن أبي كاليجار على السيدة زينب بنت جلال الدولة، والصَّداق في كلِّ واحد منهما خمسون ألف دينار، وحضر جلال الدولة، وكان وكيلَه في العقد على ابنتِه وقبولِ العقد لابنه المرتضى الموسويُّ، ووكيلَ عزِّ الملوك أبي كاليجار في مثل ذلك أبو القاسم بن عبد العزيز الحسين بن مرشد الفرَّاش سلار (١)، وحضر القُضاة والأعيان والوزراء وخَدَمُ الخليفة والحُجَّاب، وخطب القاضي أبو الحسين ابن الغريق، ونُثرت دراهمُ ودنانير، وكُتب بذلك كتابٌ أنشأه المرتضى.

وفي ربيع الآخر مات شبيب بن وثَّاب النميري صاحب حرَّان، وكان الدِّزْبَري قد قصده فخطب لصاحب مصر بالرقة خطبة واحدة، ثم قطعت، واستنجد ابنُ وثاب بالعرب.


(١) هكذا وقع الكلام في (خ)، وهي النسخة الوحيدة لذكر هذا الخبر!