يظهرون عليكم بكثرتهم، بل بعصيانكم إمامكم وطاعتهم، وخيانتكم وآمانتهم، وإفسادكم في الأرض وإصلاحهم، قد بعثتُ فلانًا فخان وغدر، وبعثت فلانًا فخان وغدر، وحمل المال إلى معاوية، حتى لو ائتمَنْتُ أحدَكم على قدح لأخذ علاقته، اللهمَّ إني قد سَئمتُهم وسئموني، وكرهتُهم وكرهوني، اللهمَّ فأرِحْني منهم وأرِحْهم مني، فما صلى الجمعة الأخرى حتى قُتل (١).
قلت: وهذا يدل على أنه استُشهد قبل رجوع جارية بن قُدامة من اليمن، وسنذكر سيرة أمير المؤمنين في ترجمته في حرف العين.
وحج بالناس في هذه السنة المغيرة بن شعبة بكتابٍ افتعله على لسان معاوية، لأنه بلغه أن معاوية بعث أخاه عُتبة بن أبي سفيان على الموسم، فعجل المغيرة فوقف بالناس، ونحر قبل وصول عُتبة، وكان عامل أمير المؤمنين في هذه السنة على مكة والطائف قُتَم بن العباس، وعلى المدينة أبو أيوب الأنصاري، حتى قدم المدينة بُسْر بن أرطاة، وكان عامله على البصرة عبد الله بن عباس إلى أن قدم مكة، وعلى فارس زياد ابن أبيه.
وفيها توفي
[الأشعث بن قيس الكندي]
ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة ممن أسلم من قبائل العرب، ورجع إلى بلاد قومه، فقال: الأشعث بن قيس، وهو الأشَجُّ بن معدي كَرِب بن معاوية بن جَبَلة بن عَدِيّ بن ربيعة بن مُعاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثَوْر بن مُرْتِع ابن كندة، وهو ثور بن عُفَير بن عَديّ بن الحارث بن مُرَّة بن أُدَد بن زيد بن يَشْجُب بن عريب بن كَهْلان بن سَبَأ بن يَشْجّب بن يَعْرُب بن قحطان، قال: وإنما سُمِّي كِندة لأنه كَنَد أباه النّعمة، أي: كَفَره.
وأمُّ الأشعث كَبْشَة بنت يزيد [بن شُرحبيل بن يزيد] بن امرئ القيس بن عمرو بن حُجْر آكِل المُرار، وكُنية الأشعث أبو محمد.