للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللهُ يحيى بن خالدٍ البرمكي، فلقد أخبر بهذا يومَ قتل هارونُ ولدَه جعفرًا، فإنَّه قيل له: قد أمر بقتل ولدِك، فقال: يُقتل ولده، فقيل له: قد أمر بهتك حريمه، فقال: يُهتك حريمُه، فهُتكت زبيدة، فقيل له: قد أمر بخراب دورِك، فقال: تخرب دورُه. فكان كما قال.

ولما دخل المأمونُ بغداد، أمر بمقاسمة أهلِ السَّواد على الخُمسَين، وكانوا يقاسمون على النِّصف.

وولَّى المأمونُ أبا عيسى بنَ الرشيد الكوفة، وصالحَ بن الرشيد البصرة، وعبيدَ الله بنَ الحسن بنِ عبيد الله بن العباس بن عليِّ بن أبي طالبٍ الحرمين، فحجَّ بالناس في هذه السَّنة.

أبو داودَ الطَّيالسي

واسمه سليمانُ بن داود [بنِ] (١) الجارود، مولى قريش، من الطبقة السابعةِ من أهل البصرة.

كان كثيرَ الحديث، ثقةً إمامًا حافظًا متقنًا، وله التصانيفُ الكثيرة، وربَّما غلط.

وقدم بغدادَ وحدَّث بها، وكان يجتمع في مجلسه ستةُ آلاف مِحبرة، وحدَّث بأصبهانَ أربعين ألفَ حديثٍ من حفظه، وكان قد شرب البلاذُرَ (٢) هو وعبدُ الرحمن بن مهدي، فجُذِمَ أبو داودَ وبَرِصَ عبدُ الرحمن.

ومات أبو داودَ في صفر، وقيل: في ربيعٍ الأول، بالبصرة، وهو ابنُ اثنتين وسبعين سنة.

أسند عن خلق، منهم شعبةُ والثوريُّ وهمَّام بن يحيى، وروى عنه الإمامُ أحمد وابنُ المدينيِّ وغيره، واتَّفقوا على صدقه وثقتِه وورعه، وكان الإمام أحمدُ يثني عليه.


(١) ما بين حاصرتين من تاريخ بغداد ١٠/ ٣٢، والمنتظم ١/ ١٣٣، وغيرهما، ولم ترد هذه الترجمة في (ب).
(٢) ثمر شجر في داخله شيء شبيه بالدم، نافع لجودة الحفظ. المعتمد في الأدوية المفردة ص ٣١.