للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأرقم: أنا، فأجاب فوافق ما كان في خاطر النبيِّ ، وبقي ذلك في قلب عمر، فلما وَلي استعمله على بيت المال، وكان عمر يقول: ما رأيتُ أخشى لله منه.

وقال ابن سعد بإسناده عن عبد الله بن جعفر، عن أمِّ بكر بنت المِسْوَر، عن أبيها قال: وَلّى عمر عبد الله بنَ الأرقم الزُّهري بيتَ مال المسلمين، وكان عمر يَستَسلِفُ من بيت المال، فإذا خرج العَطاءُ جاءه عبد الله يتقاضاه فيقضيه، فلما ولي عثمان أقرّه على بيت المال، وكان يستسلف منه ثم يقضيه، فاجتمع عند عثمان مالٌ كثير، وحضر وقت العطاء، فقال لعثمان: أدّ المال الَّذي استسلفتَ، فقال له عثمان: وما أنت وذاك؛ إنما أنت خازني، فخرج عبد الله، فصَعِد المنبر، وصاح بالناس فاجتمعوا، فأخبرهم بما قال عثمان، ثم قال: هذه مفاتيح بيتِ مالكم، فألقاها وذهب (١).

ولما ردَّ المفاتيح استخزن عثمانُ زيد بنَ ثابت على بيت المال.

وليس في الصحابة من اسمه عبد الله بن الأرقم غيره، وله صُحبة ورواية (٢).

وفيها توفِّي

عبد الله بن بُدَيْل

ابن وَرْقاء الخُزاعي، وأبوه بُدَيْل هو الَّذي كان سببَ فتح مكة، وقد ذكرناه (٣).

وقال هشام بن محمد: قُتل ابنُ بُدَيْل يوم صفّين مع علي ، وقُتل معه أخوه عبد الرحمن، وكانا من رؤوس القُرَّاء، ولما مرّ عليهما أمير المؤمنين بكى وتأسّف عليهما، ومرّ معاوية بعبد الله بن بُدَيل، فأراد أن يُمثِّل به، فنهاه عبد الله بن عامر، وغطَّاه بعمامته، وقال: هذا سيِّد خُزاعة غيرَ مُدَافَع.

وقال هشام: قتلَه حُمران مولى عثمان بن عفان (٤).


(١) طبقات ابن سعد ٦/ ٧٣.
(٢) أنساب الأشراف ٨/ ٩٧، والاستيعاب (١٣٠٠)، والمنتظم ٥/ ١٤٢، والتبيين ٢٩٤، والسير ٢/ ٤٨٢، والإصابة ٢/ ٢٧٣.
(٣) سلف في السيرة.
(٤) مروج الذهب ٤/ ٣٦٥ و ٣٧٣، والاستيعاب (١٣١٦)، والإصابة ٢/ ٢٨٠.