للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الفِتنة بابٌ، إذا كُسر أو فُتح خرجتْ، ففزع فقال: وما ذاك الباب، وما كَسْرُ بابٍ أو فَتْحُه؟! فقلتُ: رجلٌ يموتُ أو يُقتَل، فقال: يا حُذيفة، مَن تَرى قومَك يُؤمِّرون بعدي؟ فقلتُ: رأيتُ الناسَ قد أسندوا أمرَهم إلى عثمان بنِ عفان (١).

ذِكْرُ وفاة عمر وما يتعلَّق به:

حدَّثنا إسماعيل (٢) بإسناده عن حفصة زوجة النبي أنَّها سمعت أباها يقول: اللهمَّ ارزُقْني قَتْلًا في سبيلكَ، ووفاةً في بلد نبيِّك، قالت: فقلت: وأنّى ذلك؟ فقال: إنَّ اللَّه يأتي بأمره أنَّى شاء. وفي روايةٍ: شهادةً في سبيلك ووفاةً ببلد رسولك.

ورأى عوف بن مالك أن الناس قد جمعوا في صعيدٍ واحد، فإذا رجل قد علا الناس ثلاثةَ أَذْرُع، قال: قلتُ: مَن هذا؟ قالوا: عمر بن الخطاب، قلتُ: بمَ يَعْلُوهم؟ قالوا: إن فيه ثلاثَ خِصال: لا يَخاف في اللَّه لَوْمةَ لائم، وإنه شهيدٌ مُستَشهد، وخليفةٌ مُستَخْلَف.

فأتى عوف أبا بكر رضوان اللَّه عليه فأخبره، فبعث إلى عمر رضوان اللَّه عليه فبَشّره، فقال أبو بكر رضوان اللَّه عليه: قُصَّ رُؤياك، فلما قال: خليفةٌ مُستَخلف انتَهره عمر رضوان اللَّه عليه فأسكته.

فلما وَلي عمر رضوان اللَّه عليه انطلق إلى الشام، فبينا هو يَخطب إذ رأى عوفَ بنَ مالك، فدعاه، فصَعِدَ معه المنبر فقال: اقصُصْ رُؤياك، فقَصّها، فقال: أما أني لا أخافُ في اللَّه لومةَ لائم فأرجو أن يَجعلني اللَّه منهم، وأما خليفةٌ مُستَخْلَف فقد استُخلفتُ، فأسالُ اللَّه أن يُعينَني على ما وَلّاني، وأما شهيدٌ مُستَشهَد فأنّى لي بالشهادة، وأنا بين ظَهْرانَي جزيرة العرب، لست أغزو، والناس حولي، ثم قال: وَيلي ويلي، يأتي اللَّه بها إن شاء (٣).

وقال ابن سعدٍ بإسناده عن سعدٍ الجاري مولى عمر بن الخطاب: أنَّ عمر دعا أمَّ


(١) طبقات ابن سعد ٣/ ٣٠٨، ومن قوله: وكتب إلى أبي موسى. . . إلى هنا ليس في (ك).
(٢) كذا في (ك)، وليس في (خ) و (ع)، وفي طبقات ابن سعد ٣/ ٣٠٧: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك.
(٣) طبقات ابن سعد ٣/ ٣٠٧، والخبر ليس في (ك).