للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يقول: ليس هذا الذي نتلوه كلام الله إنَّما هو عبارةٌ عنه. ووجدوا عند بعضِ أصحابه مُصحفًا وبين كلّ سطرين بيتُ شِعْرٍ، فأَمَرَ الخليفةُ بأَنْ يُخْرَجَ الإسفراييني من بغداد، ثم تعصَّب له قومٌ على مِثْلِ رأيه، فجلس، وظهر الشَّيخ عبد القادر الجِيلي، وجلس في الحلبة، ومال إليه النَّاس، وانتصر الحنابلة، فزال ما قَرَّر الإسفراييني من قلوب النَّاس، ورُزِقَ الشيخ عبد القادر القَبُول التَّام (١).

وفيها قَتَلَ الباطينةُ وزيرَ السُّلْطان سنجر، وكان قد أفنى منهم اثني عشرة ألفًا، فبعثوا إليه سائسًا يخدمه في إصطَبْله مُدَّةً إلى أن وجد الفُرْصة، فدخل الوزير يومًا يفتقد دوابَّه، فوثَبَ عليه، فقتله، وقُتِلَ بعده (٢).

وفيها سافر بغدوين صاحبُ القُدْس إلى وادي موسى، فنهب أهلَه، وشَرَّدهم عنه (٣).

وفيها قيل: ماتَ مسعود بن البُرْسُقي بالرَّحبة، وكان في عَزْمِهِ أخذُ دمشق (٤).

وفيها تُوفِّي

أَحْمد بن [أَحْمد بن] عبد الواحد (٥)

ابن أَحْمد بن محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن المتوكل على الله، أبو السَّعادات.

سمع الحديث الكثير [ولقي الشيوخ] (٦)، ووقع ليلة الخميس سابع عشرين رمضان من سَطْحه بمحلَّة التُّوثة، فماتَ، ودُفِنَ بمقبرة [باب] (٦) الدَّير عن ثمانين سنة، [سمع أَبا الغنائم بن المأمون، وأبا جعفر بن المسلمة، والخطيب وغيرهم. وذكره جدي في "مشيخته" وقال: ولد سنة إحدى وأربعين وأربعة مئة، وكان صحيح السماع، وسمعتُ منه] (٦).


(١) انظر "المنتظم": ١٠/ ٦ - ٧.
(٢) انظر "ذيل تاريخ دمشق": ٣٤٤.
(٣) المصدر السالف: ٣٤٧.
(٤) المصدر السالف: ٣٤٤.
(٥) له ترجمة في "المنتظم": ١٠/ ٧، و"مشيخة ابن الجوزي": ٧٢ - ٧٤، و"العبر" للذهبي: ٤/ ٤٩، و"الوافي بالوفيات": ٦/ ٢٢٧ - ٢٢٨، و"عيون التواريخ" وفيات سنة (٥٢١ هـ)، و"النجوم الزاهرة": ٥/ ٢٣٢، و"شذرات الذهب": ٤/ ٦٤، وما بين حاصرتين من مصادر ترجمته.
(٦) ما بين حاصرتين من (م) و (ش)، وانظر "المشيخة": ٧٣ - ٧٤.