للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الباقي من إخوته ثلاثة، أبو القاسم سعيد، وهو الرئيس الذي يُدبّر الأمورَ، وأبو العباس كان ضعيفًا كثيرَ الأمراض، مشغولًا بقراءة الكتب، وأبو يعقوب يوسف، كان مشغولًا باللَّعب، إلا أنَّهم كانوا متَّفقين على كلمة واحدةٍ ورأي واحد، وكان لهم سبعةُ وزراء من بني سَنْبَر (١).

أبو يوسف البريدي (٢)

كان يتكبَّر على أخيه أبي عبد الله ويُؤذيه، ويُطلق لسانه فيه، ويعامل أحمد بن بُوَيه وتوزون عليه، وينسبُه إلى الغَدْر والظُّلم، والبُخل والجُبن، فعزم على قَبْضه، فاستدعاه إلى داره بالبصرة، وكان قد أقعد له جماعةً من غلمانه في الدِّهْليز، وأمرهم بقتله، فلمَّا دخل قاموا إليه وضربوه بالسَّكاكين وهو يصيح: يا أخي قتلوني، وأخوه يقول: إلى لعنة الله، ولمَّا قُتِل شَغَب أصحابُه، فأخرجه إليهم مَلْفوفًا في كِساء فسكنوا، ودخل عليه بعضُ إخوته فقال: قتلتَه؟ فقال: اسكُت وإلا ألحقتُك به.

ثم مات بعد ثمانية أشهر وثلاثة أيام، وأَخَذَ من ماله بعد قتله ألف ألف دينار عينًا، ومئتي ألف دينار وعشرة آلاف ألف درهم، ومن الكسوة والفُرُش والآلة ما قيمتُه ألفُ ألف دينار وألف رِطْل نَدًّا، وعشرين ألف رطل عود، منها ألفا رطل هنديٍّ، وصادر أصحابَه على ألف ألف دينار، وقيل: إنه قتله بالأُبُلَّة، ودفنه من غير غسل ولا تكفين.


(١) بعدها في (ف م م ١): والحمد لله وحده وصلواته وصلامه على نبيه محمد وآله وسلم، السنة الثالثة والثلاثون وثلاث مئة.
(٢) المنتظم ١٤/ ٣٥، والكامل ٨/ ٤٠٩، وتاريخ الإسلام ٧/ ٦٣٠.