للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومَيَّافارِقين (١)، وكان المعتزُّ قد ولَّاه ذلك (٢)، فلمَّا قُتِل المعتزّ عَصى على المهتدي، ولم يبايعه، وأنكرَ قتلَ المعتزّ، ووَلَّى ولدَه محمدًا آمد، وأحمد مَيَّافَارِقين، والذي (٣) بنى منارةَ الجامع بمَيَّافَارِقين محمدُ بن أحمد بن عيسى، وكتب اسمَه في لوح، وهو عند بابها يقرؤه من دخل (٤).

فصل: وفيها توفِّي

إبراهيم بن الحسين بن دِيزيل الهَمَذَاني (٥)

كتب الكثير، وكان منهمكًا في كتابة الحديث، حكى جدِّي في "المنتظم" عن إسماعيل بن أحمد السمرقنديّ، بإسناده إلى إبراهيم قال: جلستُ في بعض الليالي أكتب، فكتبتُ حتى عييتُ، ثُمَّ خرجتُ أتأمَّل السماء، وإذا به أول الليل، فأتممتُ كتابي، أصبحتُ وصلَّيتُ الصبحَ، وخرجتُ إلى حانوتِ تاجرٍ بالسوق، وإذا به يكتبُ حسابًا له، ويؤرِّخه يوم السبت، فقلت: سبحان الله! أليس اليوم يوم الجمعة؟ فضحك وقال: لعلَّك لم تحضر أمس الجامع، فراجعت نفسي، وإذا أنا قد كتبتُ ليلتين ويومًا (٦).


(١) في تاريخ دمشق ٥٧/ ٢٩ (طبعة مجمع اللغة) أنَّ عيسى بن الشيخ غلب على دمشق سنة خمس وخمسين ومئتين. قال الذهبي في العبر ٢/ ٤١: وكان قد ولي دمشق، فأظهر الخلاف في سنة خمس وخمسين، وأخذ الخزائن وغلب على دمشق، فجاء عسكر المعتمد، فالتقاهم ابنه ووزيره، فهزموا، وقتل ابنه وصُلِبَ وزيره، وهرب عيسى، ثم استولى على آمد وديار بكر مدة. اهـ.
وذكر ابن الأثير في الكامل ٧/ ٣٩٧ أنه توفي سنة ٢٦٩ هـ وبيده إرمينية وديار بكر.
(٢) في تاريخ الطبري ٩/ ٣٧٢ أن المعتزَّ عقَد له على الرَّملة سنة اثنتين وخمسين ومئتين.
(٣) في (خ) و (ف): والديني. وفي (ب): والمديني. ولعل المثبت هو الصواب.
(٤) انظر أخباره في تاريخ الطبري ٩/ ٣٧٢، ٤٧٤، والمؤتلف والمختلف للدارقطني ٣/ ١٤٠٣، وتاريخ دمشق ٥٧/ ٢٨ - ٣٠، والكامل ٧/ ١٧٦، ٣٩٧، وتاريخ الإسلام ٦/ ٣٨٢ - ٣٨٣، والعبر ٢/ ٤١.
(٥) وكذا أورده ابن الجوزي في المنتظم ١٢/ ٨٩ في وفيات سنة ٢٥٥ هـ. ولم أقف على من ذكر وفاته في هذه السنة غيره. ونقل الذهبي في السير ١٣/ ١٩٠ عن أبي يعلى الخليلي قال: مات سنة سبع وسبعين ومئتين. كذا قال فوهم. . . والصحيح من وفاته ما أرَّخه علي بن الحسين الفلكي فقال: في آخر شعبان سنة إحدى وثمانين ومئتين. وكذا أرخ القاسم بن أبي صالح. انتهى كلام الذهبي.
وانظر تاريخ دمشق ٢/ ٤٢٦ (مخطوط)، وتاريخ الإسلام ٦/ ٧٠٩، والعبر ٢/ ٦٥، والوافي بالوفيات ٥/ ٣٤٦. وهذه الترجمة لم ترد في (ب).
(٦) المنتظم ١٢/ ٩٠.