للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي أيامه انتقل عمرو بن عامر مُزَيْقياء من أرض اليمن لما أحسُّوا بخراب السدّ، وعمرو مزيقياء هو أبو الأَوس والخَزرج وخُزاعة.

وأقام عمرو بن تُبَّع مالكًا ثلاثًا وثلاثين سنة، ثم هلك.

[فصل]

وملك بعده [عبد] كُلال بن مُثَوِّب أربعًا وسبعين سنة، وكان مؤمنًا على دين عيسى (١).

[فصل]

ثم ملك بعده تُبَّع بن حسَّان بن تُبَّع، ويقال: إنه تُبَّع الأصغر، آخر التَّبابعة.

وكان مهيبًا، فسار إلى الشام، وملوكه غسّان، فأطاعوه. وصار إلى يثرب وبها قوم من اليهود، فشكا إليه بعضُ مَن خرج مع عمرو بن عامر من اليمن ضِيقَ مُجاورة اليهود؛ فقتل من اليهود ثلاث مئة وخمسين رجلًا صبرًا. وأراد أن يُخرب يثرب، فخرج إليه حَبْر من أحبار اليهود، قد أتت عليه مئتان وخمسون سنة، فقال: أيها الملك، إنك لا تَقدر على إخراب هذه القرية، قال: ولمَ؟ قال: لأن بها مُهاجَرُ نبيٍّ من ولد إسماعيل . فرجع عن المدينة إلى اليمن وطالت أيامه، فمَلك ثمانيًا وسبعين (٢) سنة. ويقال: إنه الذي أخذ الحَبْرين، وقال الشعر، وأُخبِر بخروج النبيِّ ، ثم مات.

[فصل]

وملك بعده أخوه لأُمّه مَرْثَد بن عبد كُلال، وكان ذا رأي وشجاعة، فأقام إحدى وأربعين سنة، وتفرَّق كل حِمير بعده.

[فصل]

ثم ملك بعده وَليعَة ابنُه، وكان عاقلًا شجاعًا، فأقام سبعًا وثلاثين سنة لم يتعدَّ اليمن ومات.


(١) المعارف ص ٦٣٤ وما بين معكوفين منه.
(٢) في النسخ: وتسعين، والمثبت من المعارف ٦٣٥، وانظر تاريخ اليعقوبي ١/ ١٩٨، والبدء والتاريخ ٣/ ١٧٩.