للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الثالثة والتسعون وثلاث مئة]

فيها منع عميد الجيوش أهل الكَرخ من النوح يوم عاشوراء، ومنع أهل باب البصرة من المضيِّ إلى قبر مصعب بن الزبير، فسكنت الفتن، وحُقنت الدماء، وحُفِظتِ الأموال.

وفيها توفِّي الطائع [ابن المطيع]

وفيها قَبَضَ بهاءُ الدولة على وزيره أبي غالب محمد بن خلف، وصادره على مئة ألف دينار (١).

وفيها زلزلت الشام والعواصم [والثغور]، فمات تحت الهدم خلق كثير، ووقعت القلاع والحصون.

وفيها أمر الحاكم صاحب مصر بقطع جميع الكروم التي بديار مصر والصعيد والإسكندرية ودِمياط، فلم يُبقِ بها كرمًا؛ احترازًا من عصير الخمر.

ولم يحجَّ أحدٌ من العراق؛ خوفًا من الأُصيفر الأعرابي.

وفيها توفِّي

إبراهيم بن أحمد بن محمد (٢)

أبو إسحاق، الطبري، المقرئ، شيخ الشهود، ومُقدَّمُهم ببغداد والبصرة والكوفة ومكة والمدينة وغيرها، قرأ القرآن، وسمع الحديث الكثير، وكان فقيهًا على مذهب مالك رحمة الله عليه، وحجِّ فأمَّ بالناس في المسجد الحرام أيام الموسم، وما تقدَّم فيه مَنْ ليس بقرشي سواه، ومولده سنة أربع وعشرين وثلاث مئة، وسكن بغداد، وحدَّث بها، وكان سخيًّا جوادًا، مفضالًا على أهل القرآن والعلم، وداره مجمعًا لهم، وقرأ عليه الرضيّ الموسويّ القرانَ، فقال له يومًا: أيها الشريف، أين مقامُكَ؟ فقال: في دار أبي بباب مُخَوِّل. فقال: مِثْلُكَ لا يُقيمُ بدار أبيه. ونَحلَه دارَه التي ببركة زلزل، فامتنع


(١) تنظر هذه الأخبار في المنتظم ١٥/ ٣٧ و ٣٩.
(٢) تاريخ بغداد ٦/ ١٩ - ٢٠، والمنتظم ١٥/ ٣٨ - ٣٩.