للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السنة السابعة والأربعون وثلاث مئة (١)

فيها في المحرَّم استأمن أبو الحسن النَّصْراني كاتب ناصر الدولة إلى مُعزّ الدولة، وقدم بغداد فخرج الوزير المهلبي إلى لقائه، وأمرمه معز الدولة، وأنزله في دار الحسن بن هارون، وحمل إليه مالًا وثيابًا وطيبًا، وأقطعه أقطاعًا بعشرة آلاف دينار في السنة.

وعادت الزَّلازل بحُلْوان وقُم وقاشان والجبال، فأتلفت خلقًا عظيمًا، وهدمت الحصون والأبنية، وظهر جَرادٌ فطَبَّق الدنيا من المشرق إلى المغرب، فأتى على جميع الغَلَّات والرِّطاب والمباطِخ والشَّجَر (٢).

وفي ربيع الأول خرجت الروم إلى آمِد وأَرْزَن ومَيَّافارِقين وديار ربيعة، ففتحوا حصونًا كثيرة، وقتلوا خلقًا عظيمًا، وآخر ما فتحوا سُمَيساط، وأخربوها وقتلوا مَن كان بها.

وفي ربيع الآخر شَغَب الأتراك والدَّيلَم بالمَوْصِل على ناصر الدولة، وزحفوا إلى داره وأحاطوا بها، وتَسوَّروا عليه وأرادوا قتلَه، فحاربهم بغلمانه وبالعامة، وظفر بهم، فقتل منهم جماعةً في الوَقْعة، وقبض بعدها على الآخرين، وهربوا إلى بغداد (٣).

وفيها في جُمادى الآخرة زُفَّت بنت مُعزِّ الدولة على أبي منصور بُوَيه بن ركن الدولة، وحملها معه إلى أصبهان.

وفي شعبان كانت وقعة عظيمة بين الروم وسيف الدولة بنواحي حَلَب، كانت على سيف الدولة، فقتلوا مُعظمَ رجاله وغلمانه، وأسروا أهلَه، وأفلت في عَددٍ يسير، ثم مالوا على سُمَيساط فأخربوها.

وفي جُمادى الآخرة خرج معز الدولة من بغداد يريد الموصل لتأخر حمل المال إليه، وبلغ ناصر الدولة فسار إلى نَصِيبين (٤).


(١) في (م): بعد الثلاث مئة.
(٢) من أول السنة إلى هنا ليس في (م ف م ١).
(٣) هذا الخبر ليس في (م ف م ١)، وانظر تاريخ الإِسلام ٧/ ٧٥٩.
(٤) هذا الخبر وسابقه ليسا في (م ف م ١).