للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقول ابن خميس في "المناقب": إن المزين لقَّنه، هو وهمٌ، المزين تقدَّمَت وفاتُه، وقد ذكرناه، اللهم إلا أن يكون المزيّن الكبير فيحتمل] (١).

[الحسين بن إسماعيل]

ابن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان، أبو عبد الله، الضَّبِّي، القاضي، المَحامِليّ (٢).

ولد في المُحرَّم سنة خمس وثلاثين ومئتين، وشهد عند القُضاة وله عشرون سنة، وسافر في طلب الحديث، ولقي المشايخ، وأثنى عليه العلماء، فقال الدارقطني: كان قاضيًا، نَبيلًا، مُقَدَّمًا في العلم والفقه والحديث، مَحمودًا في أموره كلِّها، ولي القضاء بالكوفة فحُمِدَت آثارُه في ولايته، وولي القضاء بفارس وأعمالها مُضافًا إلى الكوفة، ثم استعفى فأُعفي، وما زال مجلسُ العلم والمُناظرة بداره إلى أن تُوفّي ببغداد في ربيع الأول.

وقال ابن شاهين: أقام المَحاملي قاضيًا على الكوفة ستِّين سنةً، وكان يَحضر مجلسَ إملائه عشرةُ آلاف رجل.

وقال الخطيب: اجتمع المبرِّد وثعلب عند محمد بن طاهر في بغداد، فتناظرا في مسألةٍ في أصول النَّحْو، ودَقَّقا الكلامَ فيها، وكان المَحامِلي حاضرًا، فقالا: إن رأى القاضي أن يَحكُمَ بيننا؟ فقال: لا يَسَعُني ذلك، قال: لم؟ قال: لأنَّكما تجاوزتُما ما أعرفُه، ولا يجوز حُكمي إلا بعد مَعرفة (٣).

وقال محمد بن الحسين بن الإسكاف: كنتُ أُفضِّل عبد الرَّحمن بن أبي حاتم على المَحاملي، فرأيتُ في النوم قائلًا يقول: استغفر الله في أمر المحاملي، فإنَّ الله يَدفعُ به عن أهل بغداد البلاءَ، فلا تستصغر أمرَه.


(١) ما بين معكوفين من (م ف م ١).
(٢) أخبار الراضي ٢٣٠، تاريخ بغداد ٨/ ٥٣٦، المنتظم ١٤/ ٢١، الكامل ٨/ ٣٩٢، تاريخ الإسلام ٧/ ٥٨٩، السير ١٥/ ٢٥٨. وهذه الترجمة ليست في (م ف م ١).
(٣) تاريخ بغداد ٨/ ٥٣٨.