للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة التاسعة والخمسون بعد المائة]

فيها خرج المهدي من بغداد، فنزل البردان، فأقام يجهِّزُ الجيوشَ إلى الصائفة، فجهَّزَ العباس بن محمد، وبين يديه الحسنُ الوصيف في الموالي، وقُوَّاد خراسان، وغيرهم، فساروا إلى الروم حتَّى بلغوا أنقرة، وفتحُوا مدينةً يقال لها: المطمورة، وعادوا سالمين غانمين.

وفيها توفي حميدُ بن قحطبة وإلي خراسان.

وفيها فتحَ المهديُّ الخزائن وفرَّق الأموال.

وفيها بنَى المهدي جامع الرّصافة، وأدارَ عليها السُّور والخنادق.

وفيها وجَّه المهديُّ عبدَ الملك بن شهاب المسمعي في المراكب إلى الهند في جيشٍ كثيفٍ، منه ألفان من أهل البصرة، ومن الشام سبع مئة، ومن مطوّعة أهل البصرة ألف رجل -وقيل: كانوا ثمانية آلاف- فوصلوا إلى الهند، ونزلوا على مدينةٍ يقال لها: باربد في سنة ستين ومئة.

وفيها توفِّي معبدُ بن الخليل عامل السند.

وفيها أمر المهديُّ بإطلاق من كان في حبس أبيه أبي جعفر، إلَّا من كان عليه دم، أو كان عنده لأحدٍ مظلمة أو حق، أو كان ساعيًا في الأرض بالفساد (١).

وفيها أعتق المهديُّ أمَّ ولده الخيزُران وتزوَّجها.

وفيها تزوَّج المهديّ أيضًا أمَّ عبد الله بنت صالح بن عليّ أخت الفضل بن صالح.

وحجَّ بالناس في هذه السنة يزيدُ بن منصور خالُ المهدي، في قول الواقديِّ وأبي معشر وغيرهما (٢).

حُمَيد بن قَحْطَبَة

أحدُ قوَّاد أبي جعفر، وهو الَّذي غرقَ أبوه في الفرات، وهو الَّذي حزَّ رأس محمد بن [عبد الله بن] حسن بن حسن، وقد ذكرناه في عدة مواضع.


(١) انظر تاريخ الطبري ٨/ ١١٦ - ١١٧.
(٢) تاريخ الطبري ٨/ ١٢٣.