للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسند عن عمر، وأبي هريرة، وابن عباس، وابن عمر، وعائشة ، وكان ثقةً في الحديث، وروى أحاديثَ صالحة (١).

عمر بن عبد العزيز بن مروان -

قال المصنف : الأَولى ما نُظر فيه سيرة الزاهد الصالح الورع أبي حفص عمر بن عبد العزيز؛ لأنها مرفوعةٌ على الابتداء، منصوبةٌ على التمييز، تحثُّ الطالب على نيل المطالب، وتُزهِّدُ الراغب في دار المعايب، فنَشْرُ نَشْرِه أذكى من العَنْبَر، ونُور نَوْرِه أنور من القمر الأزهر، ولقد اقتفى آثارَ من سلف من السلف، وعَبَرَ وغَيَّر في وجه من غَبَر، فهو أحقُّ بقول القائل من جميع البشر (٢):

ما لذَّ في السمع أحلى من حديثك لي … إذا ذكرتَهُمُ فاذْكُرْ بلا ضَجَرِ

وأنتَ يا مخبري عنهم وذاكرَهُمْ … أعِدْ حديثَك لي يا طيِّب الخبرِ

وقد ذكرنا جُملًا من أخباره، ولُمَعًا من آثاره، فنختم سيرته بفنون، لمثل هذا فليعمل العاملون (٣).

ذكر طرف من ذلك:

قال خُصيف: رأيتُ في المنام رجلًا قاعدًا، وعن يمينه رجل، وعن شماله آخر؛ إذْ أقبلَ عمر بن عبد العزيز، فأراد أن يجلس بين الَّذي عن يمينه وبينه، فلصق بصاحبه، فدار، فأراد أن يجلس بين الَّذي عن يساره وبينه، فلصق بصاجبه، فجذبه الأوسط، فأقعده في حجره، فقلتُ: من هذا؟ قالوا: رسول الله ، وهذا أبو بكر، وهذا عمر (٤).


(١) ينظر "تاريخ دمشق" ٩/ ٤١٠، و"تهذيب الكمال" ١٥/ ٩٠.
(٢) من قوله: قال المصنف … إلى هذا الموضع، ليس في (ص)، وجاء فيها بدلًا منه قوله: ذكر سيرته، ونذكر هذا البيتين (كذا) قدام السيرة.
(٣) قوله: لمثل هذا … اقتباس من قوله تعالى من سورة الصافات الآية (٦١). وقد سلف جمل من أخباره وآثاره في أول سنة (٩٩).
(٤) طبقات ابن سعد ٧/ ٣٢٤. ولم يرد الخبر في (ص).