للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أنس: ما صلّيتُ وراء أحدٍ أشبهَ صلاةً برسول الله ﷺ من هذا الفتى يعني عمر بنَ عبد العزيز (١).

وقال إسرائيل (٢): رأيتُ عمر بن عبد العزيز يمشي في المدينة وهو من أحسن الناس لباسًا (٣)، وأطيبهم ريحًا (٤)، وأخيلهم في مِشْية، ثم رأيتُه بعد ذلك يمشي مِشية الرُّهبان.

قال: وكان عمر يصوم الاثنين والخميس وعشر ذي الحجة والمحرَّم.

وقال جويرية بن أسماء: سمعتُ فاطمةَ بنتَ علي بن أبي طالب ذكَرَتْ عُمر بنَ عبد العزيز، فأكثرت الترحُّم عليه، وقالت: دخلتُ عليه وهو أمير المدينة يومئذ، فأخرجَ عني كل خصيّ وحَرَسيّ حتَّى لم يبقَ في البيت أحدٌ غيري وغيره، ثم قال: يا بنت عليّ، واللهِ ما على ظهر الأرض أهلُ بيت أحبَّ إليَّ منكم، ولأنتُم واللهِ أحبُّ إليَّ من أهل بيتي (٥).

وقال حجَّاج الصوَّاف: أمرني عمر بن عبد العزيز أن أشتريَ له ثيابًا وهو أمير على المدينة، فاشتريتُ له ثوبًا بأربع مئة درهم، فقطعه قميصًا ثم لمسه بيده وقال: ما أخشنَهُ وأغلظه! ثم أمر بشراء ثوب وهو خليفة فاشتَروْه بأربعةَ عشرَ درهمًا، فلمسه بيده وقال: سبحان الله ما أنعمه (٦) وأدقَّه!

وقال محمد بن عمار بن سعد القَرَظ: كنَّا نُؤْذِنُ عُمر بنَ عبد العزيز في داره للصلاة فنقول: السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاتُه، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، الصلاةَ يرحمُك الله. وفي الناس الفقهاء لا ينكرون ذلك (٧).


(١) طبقات ابن سعد ٧/ ٣٢٦. ونسب الخبر في (ص) إليه.
(٢) الخبر في "طبقات" ابن سعد ٧/ ٣٢٦ من رواية أبي إسرائيل عن علي بن بَذِيمة.
(٣) في (ب) و (خ) و (د) و (ص): مشية. والمثبت من المصدر السابق.
(٤) في (ب) و (خ) و (د): وأطيب الناس، بدل: وأطيبهم ريحًا، والمثبت من (ص).
(٥) طبقات ابن سعد ٧/ ٣٢٧. ولم يرد الخبر في (ص).
(٦) في (ص): ما ألينه. والخبر في المصدر السابق ٧/ ٣٢٨.
(٧) طبقات ابن سعد ٧/ ٣٢٨.