للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن سعد (١): وجُويريةُ هي التي خطبها علي بنُ أبي طالب، فجاء بنو المغيرة إلى رسول الله يستأمرونه في ذلك، فلم يَأذن لهم وقال: "إنَّما فاطمةُ بَضْعَةٌ مني يسوءني ما ساءها".

قلت: وهذه جويرية هي التي قالت لَمّا أَذَّن بلالٌ يومَ الفتح على ظهر الكعبة وقال: أشهد أنَّ محمدًا رسولُ الله؛ قالت: قد لعمري رفع لك ذكرك، وواللهِ ما نُحِبُّ من قتلَ الأحبَّة (٢).

ويقال: إن اسمها جميلة.

وفيها توفي

[حسان بن ثابت]

ابن المنذر بن حَرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، شاعرُ رسول الله ، وكنيتُه أبو الوليد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو الحسام.

وهو من الطبقة الثانية من الأنصار؛ قال ابن سعد: أحد بني حُدَيلة (٣)، وأُمُّه الفُريعةُ بنت خالد بن حُبَيش بن لوذان من الخزرج من بني ساعدة.

قال: ويقال: بل أُمُّ حسّان الفُريعةُ بنت حُبيش بن لوذان، أُختُ خالد بن حُبيش، وعمرو بن حُبيش.

قال: أسلم حسان قديمًا، ولم يشهد مع رسول الله مشهدًا، وكان يُجَبَّن، وكانت له سنٌّ عالية.

وقال هشام: وكان يَضرِبُ بلسانِه رَوْثةَ أَنْفِه من طوله، وكان قَدِم على عمرو بن الحارث بن أبي شمر الغَسَّاني، وعلى جبلةَ بن الأيهم ومَدَحَهما.

وقد ذكرنا في صدر الكتاب قُدومَه على ملوك الحِيرة.


(١) في "الطبقات" ١٠/ ٢٤٩، وما قبله منه.
(٢) أنساب الأشراف ١/ ٤٢٦.
(٣) قوله: أحد بني حديلة، من (خ)، ولم أقف عليه في ترجمته في "طبقات" ابن سعد ٤/ ٣٢٢، وما بعده فيه. وهو في "تاريخ دمشق" ٤/ ٣٥٥ (مصورة دار البشير). عن طريق ابن سعد. وقال المِزِّي في "تهذيب الكمال" ٦/ ١٧: وبنو عمرو بن مالك بن النجار يقال لهم: بنو مغالة، ويقال: بنو حُدَيْلة، وهي أمهم.