للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البَلاط (١)؛ قرية من قرى دمشق على ثلاثة فراسخ منها، ثم تحوَّل فسكن البيت المقدس حتى مات به.

[وقال ابن عساكر أيضًا:] سكن دمشق إلى أن توفي بها، وهو مدفون بالحضيرة التي بمقابر الباب الصغير، فيها قبر معاوية (٢).

وهو آخر من مات من الصحابة بدمشق. وقيل: مات وهو ابن مئة وخمس سنين.

وكان يتغدَّى ويتعشَّى بفِناء داره، ويدعو الناس إلى طعامه.

وقيل: مات بحمص (٣)، وقيل: اغتيل بين حمص ودمشق.

أسند عن رسول الله ستة وخمسين حديثًا.

[موسى بن عبد الله]

ابن خازم السُّلَمي، خرج من مَرو ببعض ثَقَل أبيه عبد الله أمير خراسان، وقطع النهر في عشرين ومئتي فارس، فأتى آمُل (٤) وقد صار في أربع مئة فقاتلوه، فأتى بُخارى، فمنعه صاحبُها من دخولها وقال: لا مُقام لك عندي، ووصله بمال ودواب، وجعل يتنقّل في بلاد ما وراء النهر، واتَّفق عليه ملوك التُّرك، فأتى إلى التِّرمِذ وبها حصن حصين، فأقام بظاهرها، ولم يزل يُهادي صاحبها حتى صنع له طعامًا، ودعاه إلى البلد، فلما أكل الطعام قال له: أخرج، فقال: لا أجد مُقامًا أحصنَ من هذا، وقاتلهم فقتل منهم جماعة، وغلب على البلد، وأقام بها من سنة إحدى وسبعين يحارب الترك


(١) من قوله: وقال خليفة … إلى هنا من (ص)، وهي في (أ) و (خ) و (د) مختصرة.
(٢) ما بين معكوفين من (ص)، ولم أقف على الخبر في "تاريخ دمشق"، ولا في غيره، وقوله: الحضيرة، لعله: الحظيرة.
(٣) في (ص): قال الواقدي: وواثلة آخر من مات من الصحابة بدمشق، وقد حكاه ابن سعد أيضًا، قال: وكان يتغدى ويتعشى … وقيل مات بحمص والله أعلم. السنة السادسة والثمانون.
قلت: أخرج ابن عساكر في تاريخه ١٧/ ٧١٥ من طريق العباس بن الوليد، عن أبيه، عن سعيد بن بشير، عن قتادة قال: كان آخر أصحاب رسول الله (ص) موتًا بمكة عبد الله بن جابر … وآخرهم موتًا بدمشق واثلة بن الأسقع الليثي. ولم يذكر ابن سعد هذا الخبر، ولم أقف عليه للواقدي.
وأما قوله: كان يتغدى ويتعشى … فأخرجه ابن سعد في طبقاته ٩/ ٤١٢ عن الواقدي، عن الوليد بن مسلم، عن أبي المصعب مولى بني يزيد، به.
(٤) في (أ) و (خ) و (د): آمد، والمثبت من الطبري ٦/ ٣٩٨.