للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والثالث: أنه توفي بمنى، ودفن بمسجد الخيف وعفي قبره، قاله عطاء، وحكاه عن ابن عباس قال: حملته الملائكة من منى إلى الكعبة فصلَّت عليه عندها، وطافوا به، ثم ردُّوه إلى مسجد الخيف فدفن به (١).

قال: ولما ركب نوح ﵇ السفينة حمله معه، فلمَّا انقضى الطوفان أعاده إلى أبي قبيس فدفنه في غار الكنز، وقيل: دفنه بالبيت المقدَّس (٢).

قال عبد الله بنُ أبي فراس: قبر آدم في مغارة فيما بين بيت المقدس وقبر الخليل ﵇، فرأسه عند مسجد إبراهيم، ورجلاه تحت صخرة بيت المقدس، وبينهما ثمانية عشر ميلًا (٣).

قلت: فأقصى ما كان طول آدم ستِّين ذراعًا، فكيف يكون طوله ثمانية عشر ميلًا؟!

وقال أبو جعفر الطَّبري: أوَّل من مات في الأرض آدم، يعني على فراشه، وإلَّا فقد قُتِلَ هابيل قبله (٤).

فصل في حجِّ آدم ﵇

روى مجاهد عن ابن عباس قال: حجَّ آدم من الهند إلى مكَّة ثمانين حجَّة.

وقال محمد بن إسحاق: بلغنا أن آدم لما أهبط إلى الأرض حزن على ما فاته مما كان فيه من نعيم الجنَّة، فبوَّأه الله تعالى البيت الحوام، وأمره أن يقيم به، فلم تزل مكَّة داره حتى قبضه الله بها (٥).

وقد روي في هذا المعنى حديث مرفوع إلى النبيِّ ﷺ: أنبأنا به غير واحد عن ميمون بن مهران قال: قال ابن عباس: كان البيت قبل هبوط آدم ياقوتة من يواقيت الجنَّة، وكان له بابان من زمرد أخضر: باب شرقي وباب غربي، وفيه قناديل من الجنة. فلما


(١) انظر "المنتظم" ١/ ٢٢٨.
(٢) انظر "عرائس المجالس" ٥٠.
(٣) أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" ٧/ ٤٥٨.
(٤) "تاريخ الطبري" ١/ ١٤٣.
(٥) أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" ٧/ ٤٢٥.