للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرج له الدَّارقطني حديثًا عن ابن عمر: أن النبي قال: "إذا كان يومُ القيامة يدعو اللهُ العبدَ، فيسألُه عن جاهه كما يسأله عن ماله (١) "] (٢).

وفيها توفي

المُرتَعِش الزَّاهد

واختلفوا في اسمه، فقال الخطيب: اسمه جعفر، وقال أبو عبد الرَّحمن السُّلمي: اسمه عبد الله بن محمد، وكذا قال ابنُ خَميس. وكنيتُه أبو محمد (٣).

كان من ذَوي الأموال (٤)، له مالٌ جَليل، فتخلَّى عنه وصحب الفقراء مثل الجُنَيد، وأبي حَفْص، وأبي عثمان النَّيسابورَّيين، وأقام ببغداد بالشُّونِيْزِيَّة حتَّى صار شيخَ الصُّوفية وأحدَ الأئمة.

وقال (٥): كان سبب خروجي إلى هذا الأمر أنِّي كُنْتُ ابنَ دِهْقان، فَبينا أنا جالس على باب داري بنَيْسابور إذا بشابٍّ عليه مُرَقَّعة، وعلى رأسه خِرْقة، فأشار إليَّ مُتَعَرِّضًا


(١) مختصر تاريخ دمشق ٣/ ٢٢، وأخرجه الدينوري في المجالسة (١١)، وابن حبان في المجروحين ٣/ ١٣٧، والطبراني في معجمه الأوسط (٤٤٨)، والصغير (١٨)، وابن عدي في الكامل ٧/ ٢٦٢٨، وتمام الرازي في فوائده (١٧٤٩)، والخطيب في تاريخه ٨/ ٦٦٨، وفي الفصل للوصل المدرج في النقل ٢/ ٧٤٩، وابن عساكر في تاريخه ٦٠/ ٢٨٣ - ٢٨٤، وابن الجوزي في الموضوعات (١٠٧٥)، وفي العلل المتناهية (١٥٣٤).
قال الخطيب هذا الحديث لا يثبت عن النبي بوجه من الوجوه، وقال ابن حبان: هذا لا أصل له من كلام رسول الله .
وفي إسناد هذا الحديث يوسف بن يونس الأفطس؛ قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وقال ابن عدي: كل ما روى يوسف عن الثقات منكر. وانظر ميزان الاعتدال (٩٣٤٨).
(٢) ما بين معكوفين من (م ف م ١)، وليس في (خ)، وجاء بعد هذا في (م ١ ف): والحمد لله وحده، وصلى الله على أشرف خلقه محمد وآله وصحبه وسلم.

(٣) في (خ): المرتعش الزاهد واسمه جعفر، وقيل: عبد الله بن محمد، وكنيته أبو محمد، والمثبت من (م ف م ١)، وانظر ترجمته في: طبقات الصوفية ٣٤٩، حلية الأولياء ١٠/ ٣٥٥، الرسالة القشيرية ١٠٨، تاريخ بغداد ٨/ ١٣٧، المنتظم ١٣/ ٣٨٤، مناقب الأبرار ٢/ ٥١، السير ١٥/ ٢٣٠.
(٤) في (م ف م ١): قال السلمي: وكان من ذوي الأموال. وهذا الكلام ليس للسلمي بل للخطيب، انظر المصادر في الحاشية السابقة.
(٥) في (م ف م ١): وحكى في المناقب أن اسمه ملقاباذ، وأقام بالعراق حتَّى صار أحد أئمة الصوفية، وقال في المناقب أيضًا عن المرتعش قال، والخبر الآتي في تاريخ بغداد ٨/ ١٣٧، ومناقب الأبرار ٢/ ٥٤.