للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لكم منِّي المودةُ في اغترابي … وأنتُمْ إلفُ نفسي في اقترابي

يسَقَى عهدَ الأحبَّةِ حيث كانوا … سجال القطرِ من خِلَلِ السحابِ

فروعاتُ الفراقِ وإن أغامَتْ … تُقشِّعُها مَسرَّاتُ الإيابِ

قد ذكرنا أنه عزل ببغداد، وأُمر أبو كاليجار بحمله إلى قلعة بني وَرَّام بِبَهَنْدَف (١)، فأقام أحد عشر شهرًا، ثم بعث أبو كاليجار مَنْ قتله بها وقد بلغ إحدى وخمسين سنة [فلا رَحِمَ اللهُ من قتله]، ولم يطُلْ عمر قاتله؛ [فإن أبا كاليجار عاش بعده أقلَّ من شهر؛ لأنَّ أبا الفرج] قُتِلَ في صفر، وأبا كاليجار مات في ربيع الآخر، وقيل: في جمادى الأولى.

محمد بن محمد (٢)

ابن إبراهيم بن غَيْلان، أبو طالب البزَّاز، وُلدَ سنة ست وأربعين وثلاث مئة، وسمع الكثير، وعُمِّرَ حتى بلغ مئة وخمس سنين، وكانت وفاتُه في شوال، وصلَّى عليه أبو الحسين بن المهتدي، ودُفِنَ بداره بدرب عبدة في قطيعة الربيع، وأخرج له الدارقطني أحاديثَ مشهورة وسمَّاها الغيلانيات، وسمعها عليه خلقٌ كثير، وكان ثقةً صدوقًا صالحًا. وقال أبو عبد الله محمد بن محمود الرشيدي: أردتُ الحجَّ، فقلت لأبي منصور بن حيدر: أريد أن أسمع من ابن غيلان. فقال: إنه مريض مبطون. قلت: ومَنْ لي أن يعيش حتى أرجع من الحج وهو ابن مئة وخمس سنين؟ فقال: اذهب، فأنا ضامنٌ لكَ حياتَه. قلت: وكيف؟ قال: [له] ألف دينار حُمرٍ جعفرية، كلَّ يوم يقلِّبها ويتقوَّى بها، فخرجتُ إلى الحجِّ وعُدْتُ وهو في الحياة، فسمعتُ عليه الغيلانيات وغيرها.

[وفيها تُوفِّي]

المَرزُبان بن سلطان الدولة

ابن بهاء الدولة، أبو كاليجار، الملك، ولد بالبصرة سنة تسع وتسعين وثلاث مئة في شوال، مرض بالأهواز في بُرَيه (٣) في جمادى الأولى، وفُصِدَ في يومٍ ثلاثَ مرات،


(١) بَهَنْدَف: بليدة من نواحي بغداد في آخر أعمال النهروان. معجم البلدان ١/ ٥١٦.
(٢) تاريخ بغداد ٣/ ٢٣٤ - وتحرفت فيه كنيتُه إلى: أبي طاهر- والمنتظم ١٥/ ٣١٧ - ٣١٨، والكامل ٩/ ٥٤٢.
(٣) بُرَيه: نهر شرقيَّ دجلة. معجم البلدان ١/ ٤٠٧.