للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فداموا على الفساد وقطعِ الطُّرقات.

وحجَّ بالناس عبدُ الله بنُ عُبيد اللهِ بن العباس بن محمدِ بن عليِّ.

فصل وفيها توفي

أحمدُ بن جعفر

أبو عبدِ الرحمن الضريرُ الوكيعيُّ البغدادي. وسُمِّي الوكيعيِّ؛ لملازمته لوكيع.

قال إِبراهيمُ الحَرْبي: كان الوكيعيُّ يحفظ مئةَ ألفِ حديث، ما أَحسَبه سمع حديثًا قطُّ إلَّا وحفظه.

وروى عن وكيعٍ وغيره، وروى عنه إبراهيمُ الحربيُّ وطبقتُه. وكان ثقة (١).

أبو زيدٍ النَّحويُّ البصري

واسمه سعيدُ بن أَوس بنِ ثابت بن بَشير بن أبي زيدٍ الأنصاري. وقيل: ثابت بنُ زيد (٢). وأبو زيدٍ من الستَّة الذين جمعوا القرآن على عهد النبيِّ .

كان أبو زيدٍ إمامًا في النَّحو واللغةِ والأَشعار ومذاهبِ العربِ وأيامهم.

وقال المازِني (٣): كنا عند أبي زيد، فجاء الأصمعيُّ فأكبَّ على رأسه وجلس، وقال: هذا عالمُنا ومعلِّمنا منذ ثلاثين سنة، وجاء خَلَفٌ الأحمر ففعل مثلَ ذلك، وقال: هذا عالمنا ومعلِّمنا منذ عشرين سنة (٤).

وقال رَوحُ بن عُبادة: كنا عند شعبةَ بن الحجَّاج، فضَجِرَ من الحديث، فرمى بطَرْفه فرأى أبا زيدٍ في أُخرَيات الناس، فقال: إليَّ إليَّ يا أبا زيد، فجعلا يتناشدان الأَشعار، فقال بعضُ أصحاب الحديثِ لشعبة: يا أبا بِسطام، نقطعُ إليك ظهورَ الإبل لنسمعَ منك


(١) تاريخ بغداد ٥/ ٩٥، وتاريخ الإِسلام ٥/ ٢٥٨.
(٢) كما في تاريخ بغداد ١٠/ ١٠٩ عن ابن القداح، والأول ذكره ابن سعد في طبقاته ٩/ ٢٦، وصوبه الخطيب البغدادي. قلت: ثابت بن زيد هو أبو زيد الأنصاري الصحابي جَدُّ جدِّه، فانتقل بصر بن القداح من الجد إلى جد الجد ثمَّ تابع سرد النسب على الجادة.
(٣) في (خ): المازري، والمثبت من المصادر. انظر تاريخ بغداد ١٠/ ١١٠، ونزهة الألباء ص ١٢٦، وإنباه الرواة ٢/ ٣٢، ووفيات الأعيان ٢/ ٣٧٩، وتاريخ الإِسلام ٥/ ٣١٩، والبداية والنهاية ١٤/ ١٩٨ - ١٩٩.
(٤) في المصادر: منذ عشر سنين.