للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الله بن محمد (١)

ابن عبد الله بن الثلَّاج، أبو القاسم، البغدادي، كان جدُّه عبد الله مسرفًا؛ يُجمع له الثلج في الشتاء، ويأكله في الصيف، فمرَّ به الموفَّق في يومٍ حارٍّ، فطلبَ الثلج، فلم يوجَدْ إلا عند جدِّه، فطلبوه منه، فكان يحمل إليهم، فسُمِّي الثلَّاج. سمع الكثير، وحدَّث ببغداد، ومات بها فجأةً في ربيع الأول، وقد تكلَّموا فيه؛ قال الخطيب: لمَّا قدم أبو سعيد الإدريسيُّ بغداد سأل عن الشيوخ، فقالوا: ها هنا ابن الثلَّاج. فقال: نمضي إليه ونستفيدُ منه. فجاء إليه، فأخرج له حديثَ قبض العلم، وفيه: حدَّثني أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، فقال له: أين سمعتَ من هذا الشيخ؟ فقال: هذا شيخٌ قدِمَ علينا حاجًّا، فسمعْنا منه. فقال: أنا أبو سعيد الإدريسي، وهذا حديثي، وواللهِ ما رأيتُكَ قبل هذه الساعة. فخجل ابن الثلَّاج.

عبيد الله بن محمد بن حمدان (٢)

أبو عبد الله، العُكبَراوي، الحنبلي، ويُعرف بابن بطَّة، ولد في شوال سنة أربع وثلاث مئة، وسافر إلى البلاد البعيدة؛ الكوفة والبصرة والشام وغيرها، وكان فقيهًا حافظًا، له التصانيف الحِسان، منها كتاب "الإبانة" وغيره، وأثنى عليه العلماء.

قال الخطيب: حدثني القاضي أبو حامد أحمد بن محمد قال: لما رجع ابن بطَّة من الرحلة لازم بيته أربعين سنة، فلم يُرَ فيها في سوق، ولا رُؤيَ مُفطرًا إلا في يوم الأضحى والفطر، وكان أمَّارًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، لم يبلُغْه خَبَرُ مُنكَرٍ إلا غيَّره. وقال: حدَّثني العَتيقي قال: كان ابن بطَّة شيخًا صالحًا، مستجابَ الدعوة، لم أرَ في أصحاب الحديث ولا في غيرِهم أحسنَ هيئةً منه، وكانت وفاتُه في يوم عاشوراء بعُكْبَرا، وبها دُفِن، وقبره ظاهرٌ يُزار. سمع البغويَّ ويحيى بن محمد بن صاعد وابن أبي العقب وغيرَهم.

وروى عنه أبو الفتح بن قوَّاس والبرمكي وأبو نعيم الحافظ وغيرهم. وقال أبو عبد الله الحسين بن علي الجوهري: رأيتُ النبي في المنام، فقلت: يا رسول


(١) تاريخ بغداد ١/ ١٣٥ - ١٣٨، والمتظم ١٤/ ٣٨٩ - ٣٩٠. وينظر السير ١٦/ ٤٦١.
(٢) تاريخ بغداد ١٠/ ٣٧١ - ٣٧٥، والمنتظم ١٤/ ٣٩٠ - ٣٩١، وطبقات الحنابلة ٢/ ١٤٤ - ١٥١. وينظر السير ١٦/ ٥٢٩.