للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فندم أسد على تخليته، وأرسل فارسًا إلى عسكر مصعب يقول: إنْ كان العِلْجُ لم يخلّ سبيله فتوقف أمره (١)، فجاء الرسول، فوجده في قبَّة سَلَمة، فضبطه، وجاء أسد فنزل في قُبَّته، وأحضر بدرطرخان، فشتمه (٢)، فعرَّض بدرطرخان بأسد أنه قد نقض العهد، وغدر به بعد الأمان، ورفع حصاة فرفع بها إلى السماء وقال: هذا عهدُ الله، وأخذ أخرى وقال: وهذا عهد محمد ، وأخذ أخرى وقال: هذا عهدُ المسلمين. فأمر أسد بقطع يدِه، ودفعَه إلى أولياء أبي فُدَيك - وكان قد قتلَه - فضربوا عنقه.

وسار أسد إلى القلعة العظمى، فغلب عليها، وبقيت قلعة صغيرة فوقها فيها أولادُه وأموالُه، فلم يُوصل إليها، فرحلَ أسد إلى مَرْو.

وحجَّ مَسْلَمة [بن هشام] (٣) بنُ عبد الملك بالناس، ومعه محمد بن شهاب الزُّهري.

وكان على مكة والمدينة والطائف محمد بن هشام المخزومي، وعلى العراق خالد، وأخوه أسد على خُراسان، وعلى أرمينية وأذربيجان مروان بن محمد (٤).

وفيها توفي

[حبيب بن أبي ثابت]

[الأسديّ، مولى بني كاهل، واسم أبي ثابت] قيس بن دينار، من الطبقة الثالثة من التابعين من أهل الكوفة (٥).

وكان من أرباب الفضل والزُّهد والوَرَع والفتوى.

[وقال ابن سعد: كنيتُه أبو يحيى] وكان يقول: طلبتُ العلم وما لي فيه نيَّة، ثم رزقَ الله النيَّة بعد ذلك (٦).


(١) كذا، وفي "تاريخ" الطبري ٧/ ١٣٦ أن أسدًا أرسل رسولًا مع دليل إلى عسكر مصعب وقال له: إن أنت أدركتَ بدرطرخان قبل أن يدخل حصنه فلك ألف درهم …
(٢) في المصدر السابق: وبعث أسد اهد بدرطرخان فحوَّله إليه فشمته، بدل قوله: وجاء أسد فنزل في قبته .. إلخ.
(٣) ما بين حاصرتين من "تاريخ" الطبري ٧/ ١٣٨.
(٤) المصدر السابق. ومن قوله: وفيها حكّم جماعة من الخوارج منهم بُهلول … (قبل أربع صفحات) إلى هذا الموضع، ليس في (ص).
(٥) طبقات ابن سعد ٨/ ٤٣٧.
(٦) المصدر السابق.