للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمد بن نَصْر بن إبراهيم (١)

أبو عمرو، الخَفَّاف، الحافظ.

رحل في طلب الحديث، ولقي الشيوخ، وكان زاهدًا مُتعبّدًا، صامَ نيفًا وثلاثين سنةً، وتصدق بألوفٍ سرًّا وعلانية.

[وذكره الحاكم أبو عبد الله في "تاريخ نيسابور" وأثنى عليه. وقال الحاكم: سمعت أبا حامد بن محمد المغربي (٢) يقول:] وقف سائل [على أبي عمرو الخَفّاف] (٣)، فأمرَ له بدرهمين، فقال الرجل: الحمدُ لله، فقال لصاحبه: اجعلها خمسة، فقال الرجل: اللهم لك الحمد، فقال: زده خمسة، فلم يزل الرجل يحمدُ الله وهو يزيده (٤) حتى بلغ مئة درهم، فقال الرجل: جعل الله عليك واقيةً باقيةً (٥)، فقال أبو عمرو: والله لو لم يرجع من الحمد إلى غيره لبلغت عشرةَ آلاف درهم.

[قلت: وإمامه في هذا عمر بن عبد العزيز ، لما جاءته تلك المرأة من العراق، وقالت: لي خمسُ بنات كسلٌ كسد، فقال لها: سمِّي الأولى، ففرضَ لها، وهي تحمدُ الله، وسمت الثانيةَ والثالثة، وهو يفرضُ لهنَّ، فلما ذكرت الرابعة دعت له (٦)، فرمى بالقلم، وقال: مري بناتِك يُفِضْن عليها، فإني لا أفرضُ لها، قالت: ولم؟ قال: لأنِّي كنتُ أفرض لهنَّ لمَّا كنتِ تقولين الحمدَ لمستحقِّه، أمَّا إذا أفضتِ الأمر إليَّ فلا.

وقد ذكرناه في سيرة عمر بن عبد العزيز .

وكانت وفاة] أحمد (٧) [بن نصر] في شعبان.


(١) في (خ) و (ف) و (م ١): إسماعيل. وهو خطأ. والتصويب من المنتظم ١٣/ ١٢٤، وسير أعلام النبلاء ١٣/ ٥٦٠، وتاريخ الإسلام ٦/ ٨٩٨.
(٢) كذا في (ف) و (م ١). وفي المنتظم ١٣/ ١٢٥: المقرئ.
(٣) ما بين حاصرتين من (ف) و (م ١). وفي (خ): وقف عليه سائل.
(٤) بعدها في (خ): خمسة.
(٥) كذا في (خ) والمنتظم ١٣/ ١٢٥، وفي (ف) و (م): ماقية. ولعلها بمعنى: صائنة. فقد جاء في اللسان (مقا): امْقِه مقيتَك مالَك، وامْقُه مقْوَك مالك، ومُقاوتك مالك، أي: صنه صيانتك مالك.
(٦) الصواب: أنه فرض للأربعة، فلما ذكرت الخامسة دعت له.
(٧) ما بين حاصرتين من (ف) و (م ١). وفي (خ): وتوفي أحمد.