للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُسبَقْ إلى مثلها، واشتهر ذِكْرُه في الآفاق، وبرعَ له غِلمانٌ حُذَّاق، مثل عثمان بن جِنِّي وغيرِه، وخدم الملوك ونفقَ عليهم، وتقدم [عند] عضد الدولة، حتى قال: أنا غلام أبي عليٍّ في النحو.

ومن تصانيفه: "الإيضاح"، و"التكملة"، وكتاب "الحجة في القراءات".

وكانت وفاته ببغداد في ربيع الأول عن نيِّفٍ وتسعين سنة، ودفن بالشُّونيزية، وما رُؤيَ بعدَه مثلُه.

وأخرج له الخطيب حديثًا عن عائشة رضوان الله عليها قالت: قلت: يا رسول الله، لي جاران، فإلى أيِّهما أهدي؟ قال: "إلى أقربهما منكِ بابًا" (١)].

[وفيها توفيت

[ستيتة]

وقيل: آمنة بنت القاضي أبي عبد الله الحسين المَحاملي، وتُكنى أمة الواحد. قال الخطيب (٢): وهي أم القاضي أبي الحسين محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل المَحامِلي، وكانت فاضلةَ من أعلم الناس وأحفظهم للفقه على مذهب الشافعي رحمة الله عليه، وتقرأ القرآنَ والفرائضَ والنحوَ وغيرَ ذلك من العلوم، كثيرةُ الصدقات، مسارعةٌ إلى الخيرات، زاهدةٌ عابدةٌ ثقة (٣)، وكانت تفتي مع أبي علي بن أبي هريرة، وتوفيت في رمضان.

[حَدَّثَتْ وكُتِب عنها الحديث.

قال الدراقطني: سمعتْ أباها، وإسماعيل بن العباس الورَّاق، وعبد الغفار بن سلامة الحمصي، وذكر غيرهم، وكانت زاهدة عابدة ثقة، والله أعلم].


(١) تاريخ بغداد ٧/ ٢٧٥، والحديث أخرجه البخاري (٢٢٥٩)، وهو في مسند أحمد (٢٥٤٢٣).
(٢) تاريخ بغداد ١٤/ ٤٤٢ - ٤٤٣.
(٣) عبارة: "زاهدة عابدة ثقة" ليست في تاريخ بغداد في هذا الموضع، وستأتي من كلام الدارقطني.