للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَرَّثَتْه هَدْيَ الجدودِ جدودٌ … ورَّثَتْها آباءَها الآباءُ

معشرٌ عاشروا الزمان وولَّوا … وعليهِ رِيُّ بهم ورُواءُ

يَا أخا الجُوْدِ والسَّماح نِداءٌ … بينَ سَمْعَيه من نَدَاك نِداءُ

رائقًا لا يُرِيقُ فينا دمَ الـ … أموالِ حتَّى تحيا به العَلْياءُ

كما هَزَّه السَّماحُ تثنَّى … بين أثنائِهِ عليك الثَّناءُ

حاز شَأْوَ الصِّفاتِ فالعِلْم منه … عَلَمٌ والذَّكاءُ فيه ذُكاءُ

مُسْتَقِلٌّ للمالِ لا يَجْتَدِيه … إنَّما هَمُّهُ العُلَى والعَلاءُ

همَّةٌ نالتِ الثُّريا عُلُوًّا … فاستوى عندها الثَّرى والثَّراءُ

لم يَطُلْها طَوْلُ السَّحاب ولا جا … زت بمجرى أفلاكها الجَوْزَاءُ

تستميلُ الآمالُ عِطْفَيه عَطْفًا … ويهزُّ الأرجاءَ منه الرَّجاءُ

وإذا القَصدُ أَخطأَ ابنَ عليٍّ … فعلى العُرْف والعُفَاةِ العَفَاءُ

من أبيات (١).

الحسين بن عليّ بن أبي القاسم (٢)

أبو علي اللَّامِشِي السَّمَرْقَنْدِي، الفقيه الحنفي.

كان يُضرب به المَثَل في النَّظر، سَمِعَ الحديث ورواه، وكان صالحًا على طريقة السَّلَف، مُطَّرِحًا للكُلْفة، بُعِثَ رسولًا من خاقان ملك ما وراء النَّهْر إلى بغداد، فاتّفق أوانُ الحَجِّ: فقيل له: قد قطعت مسافة بعيدة، فلو حَجَجْتَ، فقال: معاذ الله أَنْ أجعلَ الحَجَّ تَبعًا لرسالة هؤلاء. وَرَجَعَ إلى سَمَرْقَنْد، فتوفِّي بها في رمضان عن إحدى وثمانين سنة.


(١) أورد القصيدة بتمامها العماد الكاتب في "خريدة القصر" قسم شعراء العراق: ج ٤ / م ١/ ٢٢٩ - ٢٣٣، مع اختلاف في بعض ألفاظها، وأورد بعض أبياتها الصفدي في "الوافي بالوفيات": ٧/ ٢٥٦.
(٢) له ترجمة في "الأنساب": ١٢/ ٣٧٦، و"التحبير": ١/ ٢٣٤ - ٢٣٦، و"المنتظم": ١٠/ ١٠، و"معجم البلدان": ٥/ ٨، و"اللباب": ٣/ ٤٠٢، و"الجواهر المضية": ٢/ ١٢٠ - ١٢١، و"النجوم الزاهرة": ٥/ ٢٣٣، و"الفوائد البهية": ٦٧.