للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة السادسة من النبوة]

وفيها أسلم حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب وقيل: في سنة خمس من النبوة، وقيل: في السنة الثانية من النبوة، وكان إسلام عمر بعد حمزة- بيوم، وقيل: ثلاثة (١).

ذكر إسلام حمزة -:

قال محمد بن كعب القرظي: قال أبو جهل وعدي بن الحمراء رسولَ الله ، وبلغ حمزة فقام ودخل المسجد، فضرب رأس أبي جهل بالقوس فشجه فَوَضَحه، وأسلم فعَزَّ به المسلمون وذلك بعد دخول النبي دار الأرقم (٢).

وقال ابن إسحاق: أبو جهل برسول الله وهو جالس عند الصفا فآذاه وقال منه، ورسول الله ساكت، فقام رسول الله فدخل المسجد، وجلس في ظل الكعبة، وكانت مولاة لعبد الله بن جُدْعان في مَسكَنٍ لها على الصَّفا تسمع ذلك، وأقبل حمزة من القَنَصِ متوشحًا قوسه، وكان يسمى: أعزَّ قريش وأشدها شَكِيمة، فقالت له مولاة ابن جدعان: يا أبا عُمارة، ماذا لقي ابن أخيك من أبي جهل آنفًا؟ وجده ها هنا خاليًا فسبَّه، وشتمه، وبالغ في أذاه، ولم يُكَلّمه ابن أخيك. فغضب حمزة ودخل المسجد وأبو جهل جالس في نادي قومه عند الكعبة، فقال: يا مصفِّر استِه، أتشتِم ابن أخي وأنا على دينه، أقول بما يقول؟ ثم ضربه بالقوس فشجه فَوَضَحه، فقام رجال من بني مخزوم، وثار بنو هاشم، فقال أبو جهل: دعوا أبا عُمارةَ، فإني سببت ابن أخيه سبًّا قبيحًا. ودخل حمزة دار الخَيزُران فتلقاه رسول الله وقال: "أما آن لَكَ يا عم" فأسلم، فعلمت قريش حينئذ أن رسول الله قد عزَّ، وأنه سيمنعه، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه (٣).


(١) انظر "المنتظم" ٢/ ٣٨٤.
(٢) انظر "الطبقات الكبرى" ٣/ ٨.
(٣) "السيرة" ١/ ٢٦٠.