للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفيها تُوفِّي]

منصور بن العزيز (١)

أبو علي، الحاكم، صاحب مصر، كان يكتب في مكاتبته: المنصور، وكذا في خطبته.

[ذِكرُ طرف من أخباره:

قال هلال بن الصابئ]: تُوفِّي يوم الثلاثاء لليلتين بَقِيتا من شوال، وكان فيه كسوف الشمس [فُقد الحاكم على ما أخبرني به أبو الفرج بن زكري القرموني، وكان يومئذٍ هناك. قال]: ومولده يوم الخميس لأربع ليال بَقِينَ من ربيع الأول سنة خمس وسبعين وثلاث مئة بالقاهرة. وقيل: ثالث عشرون منه، وولاه أبوه العهدَ في شعبان سنة ثلاث وثمانين وثلاث مئة، وتقلَّد الخلافة يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر رمضان سنة ست (٢) وثمانين وثلاث مئة، وكانت مدةُ عمره سبعًا وثلاثين سنة، ومدة ولايته خمسًا وعشرين سنة، ووليَ الخلافة وله إحدى عشرة سنة ونصف. وقيل: عشر سنين ونصف وستةُ أيام.

وكانت أخلاقُه متضادَّةً؛ بين شجاعةٍ وإقدام، وجُبنٍ وإحجام، ومحبةٍ للعلم وانتقامٍ من العلماء، وميلٍ إلى الصلاح وقَتْلِ الصلحاء، وكان الغالبُ عليه السخاء، ورُبما بخِلَ بما لم يبخَلْ به أحد قَط، وأقام يلبَسُ الصوفَ سبع سنين، وامتنع من دخول الحمَّام، وأقام سنين يجلس في الشمع ليلًا ونهارًا، ثم عنَّ له أن يجلس في الظُلمة، فجلس فيها مدةً، وقتَلَ من العلماء والكُتَّاب والأماثلِ ما لا يُحصى، وكتب على المساجد والجوامع سب أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعائشةَ وطلحةَ والزبيرِ ومعاويةَ وعمروَ بنَ العاص - () - في سنة خمس وتسعين وثلاث مئة، ثم محاه في سنة سبع وتسعين، وأمر بقتل الكلاب، وبيع الفُقَّاع (٣)، ثم نهى عنه، ورفعَ المكوسَ عن البلاد وعن ما يُباع فيها، ونهى عن النجوم وكان ينظر فيها، ونفى المنَجِّمين وكان يرصدُها، ويخدُم زُحَل وطالِعَه المريخ؛ ولهذا كان يسفك الدماء، وبنى جامع القاهرة، وبنى


(١) المنتظم ١/ ١٣٩ - ١٤٣. وينظر السير ١٥/ ١٧٣.
(٢) في (م ١) وحدها: سنة ثلاث. وهو تحريف.
(٣) الفُقُّاع: شراب يُتَّخذ من الشعير يُخمَّر حتى تعلوه فقاعتُه. المعجم الوسيط (فقع).