للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الستون بعد المئتين]

فيها واقع يعقوبُ بن الليث الحسنَ بن زيد الطالبيّ، فهزمه، ودخلَ طبرستان وأرض الدَّيْلَم، فتبعَه يعقوب، فصعد الحسن إلى جبال الديلم، ونزل الثلج والمطرُ على يعقوب، فأقام بأرض طبرستان، [وكان قد أقام] على بعض الجبال، فأتلفَ الثلجُ عامَّة من كان مع يعقوب، ولم يقدر [يعقوب] على النزول منه إلَّا على ظهور الرجال، ولم يكن له طريق إلى الطالبيِّ إلَّا من مكان ضيِّق، فخافَ، فرجعَ إلى سِجستان وقد فقد من أصحابه أربعين ألفًا، ولم يبق معه من الخيلِ والإبل والدواب والأثقال إلَّا شيء يسير (١).

وفيها غلت الأسعار في الدنيا خصوصًا بالحجاز والعراق، وهربَ أهلُ مكَّة، وبلغ الكُرّ الحنطة ببغداد خمسين ومئة دينار، والشعيرُ عشرين ومئة دينار.

وفيها أغارت الأعراب على حمص، فخرج إليهم منجور الكركي (٢) واليها، فقتلُوه، فولى عليها المعتمد بُكتمر التركي.

واستولى يعقوب بن الليث على نَيسابور وخُراسان وأعمال ابن طاهر.

وفيها قَتَلَ قائدُ الزَّنج عليَّ بن زيد العلوي صاحب الكوفة (٣).

[وفيها أخذت الروم لؤلؤة من المسلمين.] (٤)

وفيها أمر مفلح التركي أن يُزَاد في جامع المنصور الدار المسمَّاةُ بدار القَطَّان، كانت قديمًا ديوانًا و [أبي جعفر] المنصور، فتقدَّم مفلح إلى صاحبه القَطَّان ببنائها، وأنه يضيفها إلى الجامع؛ ليصلِّي فيها مفلح، ففعل (٥).


(١) انظر تاريخ الطبري ٩/ ٥٠٨ - ٥٠٩، وما سلف بين حاصرتين من (ب).
(٢) كذا، وفي تاريخ الإسلام ٦/ ١٨، والنجوم الزاهرة ٣/ ٣١: التركي، ولم تذكر نسبته في تاريخ الطبري ٩/ ٥١٠، والكامل ٧/ ٢٧٢.
(٣) من قوله: وفيها أغارت … إلى هنا ليس في (ب). وانظر تاريخ الطبري ٩/ ٥٠٨، والكامل ٧/ ٢٧٣.
(٤) ما بين حاصرتين من (ب). وانظر تاريخ الطبري ٩/ ٥١١.
(٥) المنتظم ١٢/ ١٥٦.