للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصديق ، وأمَّا الحُصَين بن نُمير فكان ممَّن أعانَ على عثمان بن عفَّان وغزاه وحصره في داره حتى قُتل، وشهد صفّين مع معاوية، وكان رأسًا في الفتنة، وولَّاه يزيد بن معاوية قتال ابنِ الزبير لمَّا مات مسرف (١) بن عقبة، فضرب الكعبة بالمجانيق، فستروها بالخشب، فأحرق الخشب. وأشير به الحجَّاج (٢) في ذلك لمَّا حاصر ابن الزبير.

وذكره ابنُ عساكر فقال: كنيتُه أبو عبد الرحمن، وكان في جيشِ ابن زياد، وفعل بالتوَّابين ما فعل، وقَتَل من قَتَل منهم.

وكان مع ابن زياد لما لقيَ إبراهيمَ بنَ الأشتر، فقُتل، وبعث إبراهيمُ برأسه ورأسِ ابنِ زياد إلى المختار مع رؤوس جماعة من الأعيان، فبعث بها المختار إلى ابن الزبير.

وكان الحُصين قد نصبَ على ابن الزبير القَذَّافات، فقال: انْصِبُوا رأسَ كلِّ رجل عند قَذَّافَتِهِ التي كان يرمي بها. ففعلوا، وأحرقَ ابنُ الأشتر جُثَّة الحُصين بن نُمير [مع جُثَّة عُبيد الله بن زياد.

وحكى هشام عن أبي مِخْنَف قال: حمل شريك بن جرير التغلبيّ على الحُصين بن نُمير] وهو يحسبُه ابنَ زياد، فاعتنقَ كلُّ واحدٍ منهما صاحبَه، ونادى التغلبيّ: اقتلُوني وابنَ الزانية. فقُتل الحُصين بنُ نُمير (٣).

وفيها توفّي

عُبيد الله بنُ عليّ بنِ أبي طالب -

وهو من الطبقة الأولى من التابعين من أهل المدينة.

قال ابنُ سعد (٤): وأمُّه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك التميمي.


(١) في (أ): مسلم. وهو نفسه. ومسرف لقب له.
(٢) كذا. ولعله: على الحَّجاج.
(٣) تاريخ الطبري ٦/ ٩٠، وتاريخ دمشق ٤٤/ ٢٤٤ (طبعة مجمع دمشق - ترجمة ابن زياد) وينظر "أنساب الأشراف" ٦/ ٧٩. وما سلف بين حاصرتين من (م).
(٤) طبقات ابن سعد ٧/ ١١٨.