كان فاضلًا مداخلًا للدول، مات ببغداد في ذي الحجة مستترًا فاستتر أولادُه وحاشيتُه.
[وفيها توفي
محمد بن مَخْلَد] بن حَفْص
أبو عبد الله، الدُّوري، العَطَّار، البغدادي (١).
ولد سنة ثلاث وثلاثين ومئتين [، وكان ينزل الدُّور، مَحلَّة في آخر بغداد من الجانب الشرقي أعلى البلد، وقد دَثَرَت فلا عينٌ ولا أَثَر].
وكان عالمًا فاضلًا، واسعَ الرواية، مشهورًا بالديانة، مَذكورًا بالعبادة.
[حكى الخطيب عنه أنه] قال: ماتت والدتي، فنزلتُ أَلحِدُها، فانْفَرَجت لي فُرْجَة عن قبرٍ بلزْقها، فإذا رجل عليه أكفان جُدُدٌ، وعلى صدره طاقة نرجس أو ياسمين طَريَّة، فأخذتُها وشَممتُها، فإذا هي أذكى من المِسْك، وشمَّها الجماعة الذين كانوا معي في الجنازة، ثم أعدتُها إلى موضعها، وسَدَدْتُ الفُرْجَة.
مات ببغداد في جُمادى الآخرة، وقد أتت عليه ستٌّ وتسعون سنة وثمانية أشهر وأيام.
[حدَّث عن يعقوب بن إبراهيم الدَّوْرَقي، والحسن بن عَرَفَة، والزُّبير بن بَكَّار، ومسلم بن الحجَّاج، وخلق كثير]، واتَّفقوا على صدقه، وثقته، وزهده، ووَرَعه، وفَهْمه، وحِفْظه.
(١) تاريخ بغداد ٤/ ٤٩٩، والمنتظم ١٤/ ٣٢، وتاريخ الإسلام ٧/ ٦٥١، والسير ١٥/ ٢٥٦، وما بين معكوفين من (م ف م ١).