للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقال الواقديّ:] ولما دخل: الوليد مكة، ورأى ما يصنع بنو شَيبة بالنَّاس، عزم على أخذ مفتاح البيت منهم، فقيل له: إن رسول الله أعطاهم إياه، فردَّه عليهم، ومنعهم أن يأخذوا من النَّاس شيئًا وعوَّضهم.

وقيل: إن الحجاج حج في هذه السنة [مع الوليد]، جاء من العراق، فلما منعهم الوليد من البيت، وأن يأخذوا من النَّاس شيئًا، جاؤوا إلى الحجاج، وشكوا إليه، فقال للوليد: علام تدع هؤلاء وهدايا الكعبة؟! فقال الوليد: فامنعهم، فقال: كنت شاورتُ أمير المُؤْمنين عبد الملك في هذا فلم يفعل، فقال الوليد: فأنا بريء مما برئ منه أبي، ولم يَعرض لهم (١).

[فصل]: وفيها قدم محمَّد بن يوسف أخو الحجاج من اليمن بهدايا [إلى الوليد، وحلف بين الركن والمقام أنها حلال، وكانت هدايا] عظيمة، وتحَفًا كثيرة، فأرسلت أم البنين بنت عبد العزيز إلى محمَّد: فقالت: أرسل إليّ بالهديَّة، فقال: لا حتَّى يراها أمير المؤمنين، فغضبت، ورآها الوليد فبعث بها إليها، ققالت: لا حاجةَ لي إليها فقد غصبها من أموال النس، وأخذها ظُلمًا، فسأله الوليد فقال: مَعاذَ الله، فأحلفه بين الركن والمقام خمسن يمينًا أنَّه ما ظلم أحدًا ولا غصبه، فأخذها الوليد وبعث بها إلى أمِّ البَنين، ورجع محمد إلى اليمن، فأصابه داء، فتقطَّعت منه أعضاؤه ومات (٢)، وسنذكره [في هذه السنة].

وكان العمال في هذه السنة على الأمصار بحالهم في السنة الماضية.

فصل: وفيها تُوفِّي

سهْل بن سعد

ابن مالك بن خالد بن ثَعْلَبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرَج بن ساعدة السَّاعِديّ وأمه أُبَيّة (٣) بنت الحارث، من خَثْعم، وكنيته أبو العباس.


(١) أنساب الأشراف ٧/ ١٤.
(٢) أنساب الأشراف ٧/ ٢٠، و"المنتظم" ٦/ ٣٠١.
(٣) في (أ) و (د): أمة، وفي (خ): آمنة، وهذه الترجمة ليست في (ص)، والمثبت من "طبقات ابن سعد" ٥/ ٣٧٥.