للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الثالثة والأربعون بعد المئة]

فيها ثارت الدَّيْلَم على المسلمين بعد قتل سنباذ، فأفنوا من ناحية البصرة والرّي خلقًا عظيمًا، فجهَّز إليهم أبو جعفر حَبيب بنَ عبد الله في جيوش الكوفة فأوقع بهم.

وفيها عَزل أبو جعفر الهيثم بنَ معاوية عن مكة والطائف، وولَّاها السَّريَّ بن عبد الله بن الحارث بن العباس بن عبد المطَّلب، وكان السَّريّ على اليَمامة، فولاها أبو جعفر قُثَم بنَ العباس، وعَزل حُمَيد بن قَحْطَبة عن مصر، وولَّاها يزيد بن حاتم.

وحجَّ بالنَّاس عيسى بن موسى وهو على الكوفة وأعمالها، وعلى البصرة سفيان بن معاوية (١).

وفيها تُوفِّي

سُلَيمان بن طَرْخَان

أبو القاسم (٢) التَّيميّ، من الطَّبقة الرابعة من أهل البصرة، كان من العُبَّاد المجتهدين، يُصلِّي الليل كلَّه، ويصلِّي الغَداةَ بوضوء عشاء الآخرة، ويدور هو وابنه المُعتَمِر بالليل في المساجد؛ يصلّيان مرةً في هذا المسجد، ومرةً في هذا المسجد حتَّى يُصبحا، وكان مائلًا إلى علي بن أبي طالب رضوان الله عليه.

وقال يحيى بن سعيد الأَنْصاريّ: ما جلستُ إلى رجلٍ أَخْوفَ لله منه.

وقال المعتمر بن سليمان لمحمد بن عبد الأعلى: لولا أنك من أهلنا ما حدَّثتُك عن أبي بهذا، مكث أبي أربعين سنة يصوم يومًا ويفطر يومًا، ويصلّي الصبحَ بوضوء العشاء، وربما جدَّد الوضوء من غير نوم.

وقال معتمر: سقط بيتٌ لنا كان أبي يكون فيه، فضُرِب له فُسطاط فكان فيه حتَّى مات، فقيل له: لو بَنيتَه! فقال: الأمر أعجلُ من ذلك، غدًا أموت.


(١) في (خ): عيينة، وهو خطأ، والمثبت من (ب)، وانظر تاريخ الطبري ٧/ ٥١٦، والمنتظم ٨/ ٤٠.
(٢) كذا، والذي في المصادر أن كنيته أبو المعتمر، انظر طبقات ابن سعد ٩/ ٢٥١، وحلية الأولياء ٣/ ٢٧، وتهذيب الكمال (٢٥١٦)، والمنتظم ٨/ ٤١، وصفة الصفوة ٣/ ٢٩٦، والسير ٦/ ١٩٥.