للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوفي بالمدينة سنة ست وتسعين، وقد سمع محمود من عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، وكان ثقةً قليلَ الحديث، وكان له عقب فانقرضوا (١).

[وفيها توفي

يزيد بن مَرْثَد الهَمْداني

قال ابن عساكر: أراد الوليد أن يوليه القضاء، فلبس فَروة مقلوبة، وأخذ بيده رغيفًا وقطعة لحم، وخرج حافيًا وعلى رأسه قلنسوة طويلة، وجعل يمشي في الأسواق ويأكل، فبلغ الوليد، فظن أنه قد اختلط فتركه، وإنما فعل ذلك ليتخلَّص منه.

ويزيد بن مرثد من صنعاء دمشق، وصنعاء الشام كانت على الشَّرف القِبلي من دمشق، ومكانها اليوم مسجد خاتون، وقد دَرَست.

وقال ابن عساكر: كان يزيد بن مَرثد من الصالحين البكائين، قال له رجل: ما يُبكيك يا بن مَرثد؟ قال: ما سؤالك عن هذا؟ قال: لعل الله أن ينفعني به، فقال: والله لو تواعدني أن يحبسني في حمَّام إن أنا عصيتُه لقد كان ينبغي أن لا تجف لي دمعة، فكيف وقد تواعدني أن يحبسني في نار جهنم! قال: فأنت في خلواتك كذا؟ فقال: والله إني لأكون في خلوتي مع أهلي، فأريد أن أصيب منها، فأذكر حالي فأمتنع من ذلك، ويغلبني البكاء، وكذا عند الطعام، فتقول امرأتي: ماذا بُليت به معك من بين نساء المسلمين؟! وتبكي ويبكون صبياننا ولا يدرون ما بنا، رحمه الله تعالى (٢).]

[الوليد بن عبد الملك]

ابن مروان، وكنيته أبو العباس، من الطبقة الثالثة من أهل الشام، رأى سَهْل بن سعد السَّاعِديّ، وابنَ المسيب، وابن سيرين.

وكان عند أهل الشام أفضل خلفائهم، بنى المساجد والجوامع، وجامع دمشق، ومسجد المدينة، وهو أول من اتّخذ دار الضيافة للقادمين، وبنى المارستانات


(١) "طبقات ابن سعد" ٧/ ٨٠.
(٢) هذه الترجمة من (ص) وهنا جاء موضعها، وانظر "حلية الأولياء" ٥/ ١٦٤، و"تاريخ دمشق" ١٨/ ٣٧٩ - ٣٨١ (مخطوط)، و"المنتظم" ٦/ ٢٩١ (وفيات سنة ٨٩ هـ)، و"تهذيب الكمال" ٣٢/ ٢٣٩.