للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الحادية والأربعون بعد المئتين]

فيها وثبَ أهلُ حمص بواليهم محمد بن عبدويه، وساعدهم عليه قومٌ من النصارى، فكتب محمدٌ إلى المتوكِّل بذلك، [فأمره] بقتالهم، وكتب إلى صالح العباسيّ -وهو على دمشق- بأن ينجدَه، وأن يهدِمَ الكنائس والبِيَعَ التي بحمص، ويُدخِلَ البِيعةَ التي إلى جانب المسجد [في المسجد]، ويخْرِجَ كلَّ من فيها من النصارى، ويضرب (١) رؤسائهم بالسياط، فإذا ماتُوا صلبَهم على أبوابهم، وأمرَ لمحمد بن عبدويه بخمسين ألف درهم، وللقوَّاد بصلات، ففعل ما أمرهم به.

وفيها ولَّى المتوكِّلُ أبا حسان الزياديّ قضاءَ الشرقية في المحرم.

وشهدَ الشهود عند [أبي حسان] الزياديّ على عيسى بن جعفر بن محمد بن عاصم [صاحب خان عاصم] أنَّه شتَم أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة رضوان الله عليهم، وكتبَ صاحبُ البريد إلى المتوكِّل بذلك، فكتبَ إلى محمد بن عبد الله بن طاهر ببغداد أنْ يضربَ عيسى بالسياط حتى يموت، [فإذا مات رمى به] في دِجلة (٢)، ففعل به ذلك.

[وذكر الخطيب الواقعة وقال: فقال له الرجل:] (٣) أيُّها القاضي قتلتني، فقال: قتلك الحقُّ لقذفك (٤) زوجةَ النبيّ ، وشتمِك الخلفاءَ الراشدين.

وفيها في ليلة الخميس لليلة خَلَت من جمادى الآخرة، ماجت النجومُ في السماء، وتناثرت الكواكبُ شرقًا وغربًا مثلَ الجراد، من قَبْلِ غروب الشمس إلى قريبِ الفجر، ولم يكن مثلُ هذا إلَّا حينَ ظهورِ رسولِ الله (٥).


(١) بعدها في (خ) و (ف): كل. وفي تاريخ الطبري ٩/ ١٩٩: فأمره أن يأخذ من رؤسائهم ثلاثة نفر فيضربهم بالسياط ضرب التلف، فإذا ماتوا صلبهم على أبوابهم، وأن يأخذ بعد ذلك من وجوههم عشرين إنسانًا فيضربهم ثلاث مئة سوط، كل واحد منهم ويحملهم في الحديد إلى باب أمير المؤمنين. وانظر المنتظم ١١/ ٢٨٢.
(٢) في (خ) و (ف): حتى يموت ويرمى في الدجلة. والمثبت من (ب).
(٣) في (خ) و (ف): قال عيسى. والمثبت من (ب).
(٤) في (خ) و (ف): لذكرك. والمثبت من (ب)، وتاريخ بغداد ٨/ ٣٤١.
(٥) تاريخ الطبري ٩/ ٢٠١، والمنتظم ١١/ ٢٨٣.