للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان ابن سُكَّرة ينوب عن أبي القاسم الزّينبي في نقابة العلويين، فأرسل إليه الزَّينبي أن يحكم بين امرأة ورجل تنازعا في جمل، فأخَّرَ ذلك، فبعثَ إليه يُعاتِبُه، فكتب إليه: هذه المرأة اسمها عائشة، والرجل اسمه علي، والخصومة في جمل، وأخاف أن أحكم بينهما فتعود الحال جَذَعَةً. فضحِكَ أبو القاسم.

وكانت وفاتهُ في ربيع الأول.

يوسف بن عمر (١)

ابن مسرور، أبو الفتح، ابن القوَّاس، البغدادي، ولد سنة ثلاث مئة.

[قال الخطيب]: وكان من الأبدال، مُجاب الدعوة، أخرج يومًا جزءًا من كتُبه، فوجد فيه قرض فأرة، فدعا على الفأرة التي قرضَتْه، فسقطَتْ من السقف فارةٌ، فلم تزَلْ تضطرِبُ حتَّى ماتت. وقال محمد بن [علي] العلاف: حضرتُ مجلس الوعظ عند ابن شمعون، وهو يتكلَّم على كرسيِّه وابن القواس حاضرٌ إلى جنب الكرسي، فغشِيَه النُّعاسُ، فأمسكَ ابن شمعون عن الكلام ساعةً، فاستيقظ أبو الفتح، فقال له ابن شمعون: رأيتَ رسولَ الله في المنام؟ قال: نعم. قال: فلذلك أمسكتُ عن الكلام؛ لئلَّا ينقطع عنك ما كنت فيه.

وكانت وفاةُ ابن القوَّاس في ربيع الآخر، ودُفِن قريبًا من الإمام أحمد [بن حنبل] رحمة الله عليه. سمع البغويَّ وغيرَه، وروى عنه الجوهريُّ وغيرُه، واتَّفقوا على صلاحِه وثِقَتِه. [وحكى الخطيب عن] الدارقطني [أنَّه قال]: كنَّا نتبرَّك بيوسف بن القوَّاس وهو صبيٌّ.

يوسف بن أبي سعيد (٢)

أبو محمد، السِّيرافي، النحوي، كان فاضلًا صالحًا، تمَّم كتاب "شرح سيبويه" لأبيه، وتوفِّي ببغداد عن خمس وخمسين سنة.


(١) تاريخ بغداد ١٤/ ٣٢٥ - ٣٢٧، والمنتظم ١٤/ ٣٨٢.
(٢) المنتظم ١٤/ ٣٨٢.