للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قال الخَطيب: كان] أحد الأئمة، حافظًا لمذهب الشَّافعيّ ، حسن النَّظَر، مشهورًا بالوَرَع [قدم نيسابور غير مرة، ثم] حجَّ سنة خمس وخمسين وثلاث مئة، فأقام بمكة سبعَ سنين، ثم قدم بغداد وحدَّث بها، ثم مضى إلى مَرْو فتوفي بها.

قال أبو بكر البَزَّاز (١): عادَلْتُ أَبا زيد من نيسابور إلى مكة، فما أظنُّ الملائكةَ كتبتْ عليه خطيئةً قط.

وقال أبو زيد: لما أردتُ (٢) الرجوعَ إلى مَرْو وأنا بمكة رأيتُ رسول الله في المنام فقلتُ: يَا رسول الله، إنِّي أريدُ الرّجوعَ إلى مَرْو، والمسافة بعيدة، وأنا ضعيف، فالتفت إلى شابٍّ كان إلى جانبه وقال: يَا رُوحَ القُدس، كن معه إلى وطنه، فانتبهتُ وأنا أرى أنَّه جبريل ، فخرجتُ من مكةَ إلى مَرْو، فلم أُحسَّ بشيءٍ من التَّعَب.

تُوفِّي أبو زيد في رجب، وكان رُكنًا (٣) من أركان الإِسلام، وبدلًا من الأبدال.

وفيها تُوفِّي

محمَّد بن خَفيف بن إسْفِكْشاذ

أبو عبد الله، الشِّيرازي، الصُّوفي، شيخ بلاد فارس (٤).

قال أبو عبد الرَّحْمَن السُّلَمي: كانت أُمُّه نيسابورية، وهو اليوم شيخ المشايخ، وتاريخ الزمان، ولم يبق للقوم أقدمُ سنًّا منه، ولا أتمُّ حالًا ووقتًا، صحب رُويمًا، والجَريري، وأبا العباس بن عطاء، ولقي الحسين بن منصور، وهو أعلم المشايخ بعلوم الظاهر، ومُتمسِّكًا بعلوم الشريعة من الكتاب والسنة، فقيه على مذهب الإِمام الشَّافعيّ رحمة الله عليه.


(١) في (ف م م ١): وحدثني أبو بكر البَزَّار قال.
(٢) في (ف م م ١): وحكى عنه أنَّه قال: لما أردت، والمثبت من (خ ب).
(٣) في (ف م م ١): تُوفِّي أبو زيد في رجب، حدث عن الفربري بصحيح البُخَارِيّ، وهو أول من رواه عنه، وخلق كثير، وروى عنه أبو عبد الله الحاكم والسلمي والدارقطني وغيرهم، وقال أبو نعيم: كان ركنًا.
ولم نقف على كلام أبي نعيم في الحلية.
(٤) بعدها في (ف م م ١): وأثنى عليه الأئمة. وانظر ترجمته في: حلية الأولياء ١٠/ ٣٨٥، وطبقات الصوفية ٤٦٢، والرسالة القشيرية ١٢٠، وتاريخ دمشق ٦٢/ ١٤، والمنتظم ١٤/ ٢٨٨، ومناقب الأبرار ٢/ ١٧٦، والسير ٦/ ٣٤٢، وتاريخ الإِسلام ٨/ ٣٦٥.