للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان ظهرًا له، فجاء إلى آمِد، فلم يفتح له الباب، ورموه بالحجارة من السُّور، فأخذ على وَجْهه وحدَه في أطراف الجبال، فوصل إلى قرية من أعمال مَيَّافارقين، فَقُتِلَ فيها، وسنذكره إن شاء الله تعالى.

وجاء التتر إلى باب مَيَّافارقين، وطلبوه، فقال شهاب الدين [غازي] (١): والله ما أعلم أين هو. فقاتلوا مَيَّافارِقِين أيامًا، فلم يقدروا عليها، فعادوا إلى إسْعِرد، فقتلوا نيفًا وعشرين ألفًا، وأخذوا من البنات المُسْتحسنات ما أرادوا، وأحرقوها، وعادوا إلى خِلاط، وكانت بوادر الشِّتاء، ووصلت طائفة منهم إلى نَصِيبين والجزيرة.

وحج بالنَّاس من دمشق شِبْلُ الدولة كافور العادلي.

وفيها قُتِلَ عِزُّ الدين أيبك الأشرفي بتوريز، وقيل: خنق في الجُبِّ كما فَعَلَ بالحاجب عليّ، رحمه الله تعالى.

بهرام شاه بن فَرُّخْشاه (٢)

ابن شاهنشاه بن أيوب، الملك الأمجد، صاحب بعلبك.

[قد ذكرنا أن صلاح الدين] (١) أعطاه بعلبك عند وفاة أبيه سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، فأقام بها إلى سنة سبع وعشرين وست مئة خمسين سنة حتى حصره الأشرف وأخرجه منها، وساعده عليه شيركوه صاحب حِمْص، وكان في قلبه عليه أحقاد قديمة [كما يكون بين الأهل] (١)، وكان المعظَّم يحبُّ الأمجد ويحترمه ويعظِّمه.

قال المصنف : ولقد رأيته يقبِّلُ يده، وكان يتعزَّز على الكامل والأشرف والنَّاس بالمعظم، فلما مات المعظم ثارتِ الأحقاد (٣) [البدرية، والأضغان المخفية، وقد ذكرنا أنهم] أخرجوه من بَعْلَبَك، وجاء إلى دمشق.


(١) ما بين حاصرتين من (ش).
(٢) له ترجمة في "وفيات الأعيان": ٢/ ٤٥٣، و "الحوادث الجامعة": ١٩، و"العبر" للذهبي: ٥/ ١١٠، و"فوات الوفيات": ١/ ٢٢٦ - ٢٢٨، و"الوافي بالوفيات": ١٠/ ٣٠٤ - ٣٠٧، و"شذرات الذهب": ٥/ ١٢٦ - ١٢٧.
(٣) في (ح): ثارت الأحقاد، فأخرجوه، والمثبت ما بين حاصرتين من (ش).