للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى أتى باب رسول الله فغرزه عنده، فلما ولي أبو بكر رضوان الله عليه أمَرَ بريدة أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة، وأن لا يحله أبدًا حتى يغزوهم أسامة، قال بريدة: فخرجت باللواء حتى انتهيت إلى بيت أسامة، ثم خرجت به إلى الشام معقودًا مع أسامة، ثم رجعت به إلى بيت أسامة فما زال معقودًا في بيته حتى توفي أسامة. هذا قول الواقدي (١).

وقال عبد الله بن عباس : خرج علي بن أبي طالب رضوان الله عليه من عند رسول الله في مرضه الذي مات فيه، فقال الناس: يا أبا الحسن، كيف أصبح رسول الله ؟ فقال: أصبح بارئًا بحمد الله، فأخذ العباس بيد علي، وقال له: أنت والله بعد ثلاث عبد العصا، وإني لأرى رسول الله يموت في مرضه هذا، وإني لأعرف الموت في وجوه بني عبد المطلب، فاذهب بنا إلى رسول الله نسأله فيمن يكون هذا الأمر، فإن كان فينا علمنا، وإن كان في غيرنا أوصى بنا من بعده، فقال له علي: والله لئن سألناها رسول الله فمنعنا إياها لا يعطينا الناس إياها أبدًا، والله لا أسألها أبدًا (٢).

[حديث الكتاب]

[قال أحمد بإسناده] عن ابن عباس قال: لما حضرت رسول الله الوفاة قال: "هلُمَّ أكتُب لكُم كتابًا لن تَضِلُّوا بعدَه" وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، فقال عمر: إن رسول الله قد غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله أو القرآن، حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت، واختصموا، منهم من يقول: يكتب لكم رسول الله ، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما كثر اللغط والاختلاف قال رسول الله : "قوموا عني" فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب [من اختلافهم ولَغَطهم (٣). وهذا حديث مختصر].


(١) "المغازي" ٣/ ١١١٩ - ١١٢٠.
(٢) أخرجه البخاري (٦٢٦٦).
(٣) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٩٩٠)، وأخرجه البخاري (٥٦٦٩)، ومسلم (١٦٣٧) (٢٢).