للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر جدي هذا الأثر في كتاب "التبصرة" في آخرها بغير إسناد.

وقال عبد الله بن دينار: قال رجل للقمان: ما أقبح وجهك!! فقال: عبت النقاش أو النقش (١)؟

[فصل في مواعظ القمان لولده واسمه أنعم]

قال الله : ﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ﴾ [لقمان: ١٣] الآية. عامة العلماء على الوقف في قوله: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان: ١٣] ﴿يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ﴾ [لقمان: ١٦] قال ابن عباس: هي الصخرة التي تحت الأرضين السبع (٢).

﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ﴾ [لقمان: ١٨] أصل التصعير: الميل. قال ابن عباس: لا تنكر على الناس، وإذا أنكروا عليك مِلتَ عنهم. وقيل: لا تتذلل لغير الله ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا﴾ [لقمان: ١٨] أي: خيلاء ﴿وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ﴾ أي: أقبح ﴿لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾ [لقمان: ١٩]، لأن أوله زفير وآخره شهيق.

وقال سفيان الثوري: كل شيء يسبِّح لله إلا الحمار فينه ينهق بغير فائدة.

وقال وهب: قال لقمان لابنه: يا بني، إن الدنيا بكر عميق وقد هلك فيه عالم كثير، فإن استطعت أن تجعل سفينتك فيه الإيمان بالله وشراعك فيه التوكُّل وزادك التقوى، وإن نجوت فبرحمة الله، وإن هلكت فبذنوبك (٣)، وإذا سكتَّ فاسكت في تفكُّر، وإذا تكلَّمت فتكلم بحكمة، ولا يكنِ الديكُ أحسن حالًا منك، فإنه لا ينام الليل كلَّه بل يخفق بجناحيه ويصرخ إلى الله بالتسبيح.

حدثنا عبد العزيز بن محمود البزاز بإسناده عن ابن المسيب قال: قال لقمان لابنه: يا بنيَّ، لا ينزلنَّ بكَ أمر رضيتَهُ أو كرهتَهُ إلا جعلتَ في ضميركَ أنَّ ذلك خيرٌ لك، قال: يا أبتِ أمَّا هذه فلا أقدر عليها حتى أعلمَ ما قلتَ إنه كَما قلتَ، قال: يا بنيَّ، فإن


(١) انظر "عرائس المجالس" ص ٣٥٣.
(٢) انظر "تفسير البغوي" ص ١٠١٣.
(٣) انظر "عرائس المجالس" ص ٣٥٣.