للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملبّد بن حرملة الشيباني الخارجي

قد ذكرنا خروجه في السنة الماضية، وبعث إليه أبو جعفر جيوشًا وهو يهزمها، واستفحلَ أمرُه، وكان ممَّن بعث إليه زياد بن مشكان في خمسة آلاف، وملبَّد في مئتين، فهزمه ملبَّد، فكتب إليه أبو جعفر: العجب كلُّ العجب لمن يخافُ ما لم يقضَ عليه، أو يفرُّ مما قضيَ أن يصيبَه، فلِم هبتَ قتال الملبَّد وهو في قلَّة وأنتَ في كثرة؟ وقد علمت أنَّ للعباد آجالًا لا يستقدمون عنها ولا يستأخرون، ثم بعث إليه أبو جعفر صالح بن صبيح في أربعة آلاف، فالتقاه ملبَّد على نصيبين، فهزم عسكرَه وقتل صالحًا، وحوى ما في عسكره، فبعثَ إليه أبو جعفر خازم بن خزيمة في ثمانية آلاف، فسارَ خازم حتى نزل الموصِل، وجاء الملبد فنزل على بلد، وقطع خازم دجلة، ونزل فخندق، وقصدَه الملبد، والتقوا، وعلى ميمنة خازم نضلة (١) بن نعيم، وعلى ميسرته أبو حماد، مولى بني سليم، واقتتلوا إلى الليل، وانحازَ الملبد وأصحابه عنهم، وعزم على الهرب، ثم عادوا والتقوا فكشفُوا ميمنة خازم وميسرتَه، وانتهوا إلى القلب وفيه خازم، فترجَّل وترجَّلَ أصحابُه، واقتتلوا، فهزموا ملبدًا وأصحابَه، وقتلوا الملبَّد وعامَّة من معه، وكانوا قد بلغوا ثمان مئة، وهربَ من سَلِمَ منهم (٢).

* * *


(١) في (خ) و (د): نصر. والمثبت من تاريخ الطبري ٧/ ٤٩٨. وفيه أن نضلة بن نعيم كان على المقدمة والطلائع، وعلى الميمنة زهير بن محمَّد العامري.
(٢) انظر تاريخ الطبري ٧/ ٤٩٨.