للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفِّي

أحمد بن عبد الملك بن علي (١)

أبو (٢) صالح، النيسابوري، المؤذن، ولد سنة ثمان وثمانين وثلاث مئة، وحفظ القرآن وهو ابن تسع سنين، وسمع الحديث الكثير، وصنَّف الأبواب والشيوخ، وكان يؤذِّن ويَعِظ، وكانت وفاتُه بنيسابور في رمضان، وكان قد سأل اللهَ أن لا يُميتَه إلَّا فيه، فاستجاب دعاءَه، وخرج عن ألف شيخ له ألف حديث، كلُّ حديث عن شيخ، وكان شيخ الصوفية في وقته علمًا وعملًا وصدقًا وأمانةً وصلاحًا، وكان حافظًا صدوقًا، أنشد لغيره (٣): [من البسيط]

يا رُبَّ ساعٍ له في سعيهِ أملٌ … يفنى ولم يَقْضِ من تأميلهِ وطَرا

ما ذاقَ طعمَ الغنى من لا قنوعَ لهُ … ولن ترى قانعًا ما عاش مفتقرا

العُرْفُ مَنْ يأتِهِ يحمَدْ مغبَّتَهُ … ما ضاعَ عُرْفٌ ولو أوليتَهُ حَجَرا

عبد الخالق بن عيسى (٤)

ابن أحمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن سعيد بن العباس، أبو جعفر بن أبي موسى، الشريف، الهاشمي إمام الحنابلة ومُقدَّمهم في زمانه، وُلدَ سنة إحدى عشرة وأربع مئة، كان إمامًا ورعًا فاضلًا، قوَّالًا بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، تفقَّه على القاضي أبي يعلى، وكان يشهد، ثم ترك الشهادة قبل وفاته، ولم يزَلْ يُدرِّس بمسجده في سكة الخرقي بباب البصرة وجامع


(١) تاريخ بغداد ٤/ ٢٦٧، والمنتظم ١٦/ ١٩٣، والكامل ١٠/ ١٠٨، ومعجم الأدباء ٣/ ٢٢٤، وتاريخ الإسلام ١٠/ ٢٨٦، والنجوم الزاهرة ٥/ ١٠٦ وغيرها. وتنظر تتمة المصادر في السير ١٨/ ٤١٩.
(٢) في (خ): بن، والتصويب من المصادر.
(٣) وهو مهدي بن سابق كما في مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٣/ ١٥٨، ونسب -أيضًا-كما في الحلية ٧/ ٢٢٠ إلى مسعر بن كدام.
(٤) المنتظم ١٦/ ١٩٥ - ١٩٧، وطبقات الحنابلة ٢/ ٢٣٨ - ٢٤١، وذيل طبقات الحنابلة ١/ ٥١ - ٢٦. وتنظر بقية المصادر في السير ١٨/ ٥٦٤.